UTV – بغداد
غموض وترقب ومراقبة، هناك في أعالي حدود العراق، الشرقية منها والغربية كذلك. قطاعات عسكرية تتحرك على خطوط التماس، واتفاقات سياسية ترسم شكلا للمرحلة المقبلة لم يتضح بعد، لكنه سيعيد حتما ترتيب خرائط السياسة والاقتصاد والأمن.
إيران أعلنت اتفاقا مع العراق يقضي بنزع سلاح الجماعات الإيرانية المعارضة في جبال كردستان وإغلاق مقارها العسكرية، وهو اتفاق أعلنته الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها ناصر كنعاني.
وينص الاتفاق على ثلاثة بنود محددة: منع تسلل المسلحين بعد نشر قوات حرس الحدود، وتسليم المطلوبين بعد صدور أوامر القبض وفقا للقانون، ونزع السلاح وإزالة المعسكرات.
ولوح كنعاني باستخدام إيران ما سماها “مسؤولياتها” في حال لم ينفذ الاتفاق، وتحدث عن موعد أخير هو 19 أيلول الذي يبدأ اليوم، وشدد على موقف إيران الرافض لتمديد هذا الموعد بأي شكل من الأشكال.
وما يحدث على الحدود الغربية يحدث في الشرقية أيضا. تختلف التضاريس ومراكز القوة والنفوذ، لكن اللاعبين لم يختلفوا، وما يحدث في جومان له وقع في التنف، وتأثيراته تصل حتى جبال قنديل، الملق الذي لا يهدأ أبدا.
وبين كونها عملية لإعادة انتشار القوات أو عملية لغلق الحدود عسكريا، ما يزال الغموض يكتنف التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة على الحدود العراقية السورية.
وفي الوقت الذي يعلن فيه البنتاغون أن حماية الحدود ليست من مهام القوات الأميركية هناك، يقول خصوم واشنطن إنها تريد غلق التنف والبوكمال تمهيدا لحدث عسكري قد تشهده سوريا ربما قريبا.
وليس العراق معنيا بهذه التحركات. على الأقل هكذا يعلن الجيش الأميركي في كل مرة، لكن من هو المعني بها؟ حلفاء دمشق يجيبون بأنها هي المعنية بهذه التحركات، ويقاطعون ذلك بالحراك الشعبي الذي تشهده محافظتا درعا والسويداء، ويذهبون أبعد عندما يربطون إعادة انتشار الجيش الأميركي بـ”خطة” لإسقاط بشار الأسد.
العراق الذي يحدث كل هذا على تخومه، معني -بحسب الحكومة- بديمومة العلاقات مع دول الجوار ورفض أن تكون أرضه مسرحا ومنطلقا لاستهداف أحد، وهذه تحديدا هي رؤية العراق الذي وقع اتفاقا مع إيران ولديه أيضا اتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة.
تقرير: ميزر كمال