UTV – الموصل / الأنبار / صلاح الدين

في اليوم العالميّ لضحايا الإرهاب ما تزال المدن المحررة تعاني ويلات احتلالها وآثار تحريرها، آلاف الضحايا سقطوا على يد الإرهاب ومثلهم خلال معارك التحرير.. بعضهم لا قبر له سوى سقف منزله، وآخرون رماهم داعش في “خفسة” الموصل.
الخراب الشاخص رغم مرور سنوات على انتهاء العمليات العسكرية شاهد الموصل على ما مرّت به من محنة جعلت منها أكبر ضحايا احتلال داعش للمنطقة وتسلطه على رقاب أهلها، ومع ذلك فإنّ معاملات ذوي ضحايا الإرهاب والأخطاء العسكرية في نينوى تواجه إجراءات روتينية معقّدة، فمن أصل 50 ألف معاملة تعويض أو أكثر، أنجز 30 ألفا لم يتسلّم معظم أصحابها مبالغ التعويضات.
مدير مفوضية حقوق الإنسان في نينوى ياسر ضياء يقول، “رقم ضخم جدا بحاجة إلى دعم من الحكومة المركزية لدعم هذه الشريحة، ومن خلال رصدنا ومتابعتنا قمنا برفع مجموعة من التوصيات إلى مفوضيتنا وإلى اللجنة المركزية في بغداد وبالفعل تم زيادة اللجان الفرعية إلى ثلاث بعد أن كانت واحدة”.
لجان نيابية تمّ تشكيلها لتسريع إنجاز المعاملات في بغداد وإنهاء ملفّ المساءلة والعدالة الذي يلاحق سكان المدن المحررة، الأموات منهم والأحياء.
وفي ذكرى اليوم الدوليّ لضحايا الإرهاب وإجلالهم، يواجه المتضررون في الأنبار ظروفا قاسية، وخصوصا في ملف التعويضات؛ إذ يشهد تلكؤا منذ سنوات.
“مثنى محمود” أحد ضحايا الإرهاب، عام 2014 تعرّض لانفجار في السوق أدّى إلى بــتـر ساقه، هو اليوم يتنقل من دائرة الى اخرى من دون نيل حقوقه، فالمدن التي كانت أكبر ضحايا الإرهاب ما زال أهلها يعانون آثاره حتى اليوم.
يقول مثنى، “في الأحداث خرجنا أنا وعائلتي، وعلى إثرها وقع انفجار وأصبت وبترت رجلي اليسرى، بعد أن عدنا قررت السير بمعاملة التعويض، تحديداً في سنة 2019 ولغاية الآن المعاملة كاملة، لكني مللت من البيروقراطية”.
نحو 15 ألف متقدم على مؤسسة ضحايا الإرهاب يشعرون بعدم إيفاء الجهات المختصة بتقديم ما يلزم من احتياجاتهم، فيما تتعرض آلاف الأسماء إلى الحجب والرفض كلّ عام بدعوى التزوير، فيما يحمل مثنى وغيره أدلة تشهد على بشاعة الإرهاب وقساوة ما يكابدون.
في صلاح الدين لا يختلف الحال عن نينوى والأنبار؛ فتخصيصات ضحايا الإرهاب والأخطاء العسكرية لا ترتقي إلى مستوى الضرر ولا حجمه.
مابين أعوام 2015 و2021 تعرّض أغلب مدن صلاح الدين، ومنها بيجي ومحيط سامراء وتكريت، لهجمات إرهابية وعمليات تحرير راح ضحيتها آلاف المدنيين، بالإضافة الى دمار الممتلكات الشخصية والمنازل، وبرغم ذلك فإنّ اسر ضحايا الإرهاب ما تزال تحاول الحصول على حقوقها.
معاون محافظ صلاح الدين رياض حميد يقول، “خلال هذه السنة تم تخصيص 20 مليار دينار كتعويضات لضحايا الأعمال الإرهابية في صلاح الدين، يجري العمل على توزيعها حسب الأسبقية في الحصول على القرار، مع وجود نسبة وتناسب بين المبالغ الكبيرة والواطئة”.
ويقع العراق ضمن أكثر خمس دول في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب والأخطاء العسكرية، وفق تقارير اممية، فيما تقول منظمات محلية إن مدن الأنبار وصلاح الدين ونينوى، تليها العاصمة بغداد، هي الأكثر تضررا من جرائم الإرهاب.

تقرير مشترك
قاسم الزيدي ونبيل عزامي ومحمد قادر