هناك أوقات يكون فيها الاستيقاظ في الصباح مستحيلًا، وربما يكون الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنح الشخص القدرة على الانتباه في الصباح هو تناول كوب من القهوة، إذ يمكن أن تكون هذه الجرعة من الكافيين هي الوقود الذي يحتاجه المرء للتعامل مع اليوم.

وبحسب ما ورد في تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية، فإنه مهما كان الكافيين اللذيذ، سواء كان فوريًا أو لاتيه بالحليب أو مجرد جرعة من الإسبريسو، لا يمكن أن يكون بدء اليوم مع القهوة هو الخيار الأكثر صحة.

فقد قالت ميغان ليونز، اختصاصية التغذية السريرية في تصريح لمجلة “نيوزويك”: إنه “من المهم أن نبدأ اليوم بشرب كمية كافية من الماء”.

وأضافت ليونز أنها “لاحظت أن العديد من المترددين على عيادتها يميلون إلى استهلاك غالبية مياههم في فترة ما بعد الظهر، حتى لو كانوا يضعون أهدافًا لتناول كمية كافية من المياه. ولكنهم يشربون، في الصباح، إما القهوة أو لا يشربون أي شيء على الإطلاق حتى وقت الغداء”، مشيرة إلى أن القرار السليم هو بدء اليوم “بشرب الماء”، إذ إن عدم الحصول على أي ماء حتى وقت لاحق من اليوم يمثل “مشكلة” لأنه لا يمنح الجسم الترطيب الذي يحتاجه، فإذا كان الشخص قد حصل على 8 ساعات متواصلة من النوم، فإنه يعد وقت طويل دون تجديد، لذا يمكن مساعدة الجسم عن طريق شرب بعض الماء.

فيما تقترح الأكاديمية الوطنية الأميركية للطب، غير الهادفة للربح، أن يستهلك الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا، 3.7 لتر من الماء يوميًا، ويجب أن تحصل النساء في نفس الفئة العمرية على 2.7 لتر يوميًا، ما لم تكن هناك موانع صحية.

وأوضحت ليونز أنه يجب “شرب أكبر قدر ممكن من الماء في الصباح، وذلك لأن الكلى والكبد يقومان بعمل رائع طوال الليل لإزالة السموم من كل ما دخل الجسم طوال اليوم”، شارحة أن “هذا هو السبب في أن لون البول يكون بشكل عام أكثر اصفرارًا أو مركّزًا في الصباح. لذلك، ولكي يعمل نظام إزالة السموم بشكل أكثر فاعلية، يحتاج الإنسان إلى شرب الماء النظيف في الصباح”.
ومضت ليونز قائلة إن “تناول كوب من القهوة قبل شرب الماء في الصباح، يؤدي إلى مزيد من الجفاف، بخاصة وأن القهوة مدرة للبول وتسبب الجفاف بدرجة خفيفة”.

من جانبها، أضافت دكتورة جون لي، الرئيسة التنفيذية لشركة SeeBeyond Medicine، قائلة إن “الجفاف الخفيف يمكن أن يجعل الناس يشعرون بمزيد من التعب، ويصبحون أقل تركيزًا وتحفيزًا وأكثر قلقًا”، ناصحًا بأن يهتم الجميع بشرب كوب كبير من الماء في الصباح بما يمكن أن يوقظ الأمعاء وأعضاء المعنية بوظائف إزالة السموم”.

وقالت ليونز إن الشعور بالعطش عند الاستيقاظ هو أمر طبيعي لأن الجسم يفقد كمية كبيرة من الماء من خلال التنفس والعرق، لذا بدلاً من البحث عن كوب القهوة المفضل، ينبغي اختيار تناول كوب من الماء أولًا، مؤكدة أن “شرب الماء أول شيء في الصباح، حتى قبل القهوة، هو وسيلة موثوقة لزيادة مستويات الطاقة وتحسين الهضم وتسهيل تحقيق أهداف تناول المياه اليومية. بل إنه عندما يعاني البعض من ركود في الطاقة في فترة ما بعد الظهيرة ويصلون إلى فنجان قهوة ثالث، فإنه غالبًا ما يكون ذلك علامة على الجفاف. لذلك، يُوصي بأن يتم شرب كوب كامل من الماء قبل تناول فنجان القهوة التالي، إذ إنه من اللافت للنظر أن تكرار هذا الإجراء البسيط يؤدي إلى تحسين مستويات الطاقة”.

وقالت ليونز إن “الماء مهم للغاية للترطيب وتحسين مستويات الطاقة وصحة الجلد والهضم ويمكن أن يعمل على تبطين المفاصل لتجنب الألم ويحمي النخاع الشوكي، وحتى الأفراد الذين يعانون من مشاكل هضمية معقدة ويزيدون من استهلاكهم للمياه يشعرون بالراحة من الأعراض التي ربما لم يتوقعوها. وبالتالي، فإن الماء يوفر العديد من الفوائد غير المتوقعة”، فضلًا عن أن شرب كميات كافية من الماء يحمي من الجفاف الذي يصيب بـ”العديد من المشاكل، بما يشمل تغيرات المزاج وصعوبة التركيز وارتفاع درجة الحرارة وربما حتى تكوين حصوات الكلى”.

أوصت دكتورة جون لي بأنه يمكن “شرب ما يكفي من خلال التفكير في إيقاع اليوم العادي بتناول: كوب واحد من الماء عند الاستيقاظ، وكوب مع كل من الوجبات الغذائية الرئيسية الثلاثة، وكوب قبل التمرين وبعده، وكوب في كل مرة تذهب فيها الشخص إلى الحمام لتجديد قوته، وقالت إن “هذا الجدول سيمكن الشخص بسهولة من الوصول لثمانية أكواب في اليوم أو أكثر”.

يمكن التغلب مع مشكلة البعض في تذوق المياه، من خلال نصيحة ليونز، التي قالت إن “إضافة القليل من عصير الليمون أو رشة ملح البحر أو خل التفاح، يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك الذين يسعون إلى التخلص من السموم أو للحصول على مزيد من الفوائد للجهاز الهضمي”.