UTV – الأنبار – المثنى
في أكبر محافظة تشكل ثلث مساحة العراق، واجه الغطاء النباتي تجريفا بعوامل عدة، أولها الظروف الأمنية، وهو ما جعلها مهبا للعواصف.
ومنذ عام 2003 والمساحات المزروعة تشهد تجريفا واستخداما جائرا لها في الأنبار، وتحويل الصحراء إلى بساط أخضر حلم وأده غياب المياه وسوء الإدارة، إضافة إلى هجرة الأراضي، وهكذا تتراكم المعوقات.
لكن إدارة المحافظة تؤكد وضع خطة لزراعة غابات حضرية متقطعة بطول 150 كيلومترا تعتمد على مياه الصرف الصحي المعالج، تبدأ بالرمادي وتنتهي في حديثة، للحد من ظاهرة الغبار.
ويقول سلام خالد، مهندس زراعي، لـUTV إن “العراق من ضحايا العواصف الترابية والغبار. هناك حاجة إلى أكثر من 5 ملايين شجرة ونخلة من مناطق نينوى وصلاح الدين والأنبار والنجف والمثنى وصولا إلى البصرة، ولكن السؤال في ظل أزمة المياه كيف يضمن العراق زراعة هذه الأشجار”.
وعلى الرغم من ذلك، فإن وضع العراق هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، إذ فاقت كمية الأمطار هذا الموسم أربعة أضعاف الموسمين السابقين، إذ تجاوزت 53 ملمترا تراكميا، ما سمح بنمو العشب بوصفه عاملا مهما لتثبيت التربة في الصحراء.
وفي المثنى، ثاني أكبر المحافظات مساحة وأكثرها تصحرا بنسبة 97 بالمئة، فصول كاملة من الغبار والتراب على مدار السنة.
بحلول عام 2030 يتوقع خبراء البيئة زحف الكثبان الرملية إلى شوارع السماوة بسبب تصحرها الكبير وتعرضها للعواصف الصفراء.
ومع كل عاصفة ترابية تسجل المستشفيات في المحافظة تعرض أكثر من 150 شخصا للاختناق بسبب أمراض الجهاز التنفسي نتيجة التأثر المباشر بتلك العواصف.
ويقول د. مثنى الظالمي، اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية في صحة المثنى، لـUTV إن “مرضى الربو القصبي ومرضى حساسية القصبات الأكثر تأثرا بالتصحر نتيجة زيادة الكثبان الرملية والغبار في الجو”.
وقبل أكثر من عشر سنوات، كان من المقرر إنشاء حزام أخضر بطول 37 كيلومترا وبكلفة 800 مليون دينار لصد العواصف الترابية والكثبان الرملية عن المثنى، لكن المشروع لم ينجز حتى الآن رغم زراعة خمسة كيلومترات منه، إذ زرعت وماتت أشجارها أيضا.
تقرير: نبيل عزامي
خليل بركات