توعد “فيلق حرية روسيا”، الذي يضم مئات من المتطوعين العسكريين الروس المناهضين للرئيس فلاديمير بوتين، بشن مزيد من الهجمات داخل الأراضي الروسية، وقال قيادي في الفيلق إن مقاتليه يخططون لهجوم آخر عابر للحدود داخل روسيا، وإن الفيلق يسعى للاستفادة من الفوضى داخل الكرملين، عقب تمرد مجموعة “فاغنر” على الجيش.
المتحدث باسم الفيلق، والذي يُسمي نفسه قيصر، قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة The Observer البريطانية في كييف: “ستكون هنالك مفاجأة أخرى الشهر المقبل أو نحو ذلك، ستكون تلك عمليتنا الثالثة، وبعد ذلك ستكون هناك رابعة، وخامسة، لدينا خطط طموحة، نريد الحرية لكل أراضينا”.
يتألف “فيلق حرية روسيا” من بعض مئات من المتطوعين العسكريين الروس، وشن الفيلق هجمات في مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران 2023، وسيطر على قرى حدودية قرب مقاطعة بيلغورود الروسية، واشتبك مع الجيش الروسي، وأسر 10 من الجنود الروس، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 8 يوليو/تموز 2023.
قيصر قال إنَّ اثنين من أفراد الفيلق المناهض للكرملين قُتِلوا، ووصف التوغل الأخير قرب مدينة شيبيكينو بأنَّه “عملية هجوم واستطلاع محلية”، وأضاف الرجل الذي انتقل إلى أوكرانيا حين بدأ الهجوم الروسي على كييف، إنَّ “حرس الحدود لاذوا بالفرار”.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن الاسم الحقيقي لقيصر هو ماكسيميليان أندرونيكوف، وكان مدرب لياقة بدنية سابق بمدينتي سوتشي وسان بطرسبرغ.
كان منتقدون قد سخروا من “فيلق حرية روسيا” باعتباره “مشروع علاقات عامة وألعوبة يديره رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية القوي كيريلو بودانوف”، ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الروسية قيصر (49 عاماً) بأنَّه “متطرف ونازي”، واتهمه المحققون بجرائم تشمل خيانة الوطن الأم.
اعترف قيصر بأنَّ قواته لا يمكنها أن تعمل إلا بمساعدة الجيش الأوكراني، لكنَّه قال سابقاً إنَّهم يتخذون قراراتهم المستقلة على الأراضي الروسية، وقال إنَّه جرى الاستيلاء على المركبات المدرعة الموجودة بحوزة الفيلق في الغالب من المخزونات الروسية التي جرى الاستيلاء عليها في أوكرانيا، معتبراً أن إعلان الكرملين عن خسائر ثقيلة في صفوف قوات الميليشيا أمر سخيف ومبالغ فيه.
اتهامات لـ”فيلق حرية روسيا”
يواجه “فيلق حرية روسيا” وقوة شبه عسكرية أخرى تعمل في أوكرانيا، وتسمى “فيلق المتطوعين الروس”، اتهامات بأن لديهما علاقات بتنظيمات يمينية متطرفة، بحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية.
كان قيصر سابقاً عضواً في “الحركة الإمبراطورية الروسية”، وهي مجموعة قومية متشددة تعارض بوتين علناً، ووصف قيصر نفسه، خلال حديثه مع الصحيفة البريطانية، بأنَّه “من أنصار الملكية الدستورية”.
كذلك أكَّد أنَّ مقاتلي “فيلق حرية روسيا” يضمون أشخاصاً ذوي رؤى يمينية ويسارية، فضلاً عن بعض المُحبَطين من أنصار القيادي الروسي المعارض القابع بالسجن، أليكسي نافالني.
اعتبر قيصر أنَّ التمرد الذي قاده زعيم مجموعة “فاغنر” الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين “أضعف بوتين”، وقال إن بريغوجين “كان يعتزم في الأصل أسر وعزل وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف”.
أضاف قيصر أن “جهاز الأمن الفيدرالي عَلِمَ بنوايا بريغوجين، فنقل الثنائي من مدينة روستوف، مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية في روسيا، وأنه بعد سيطرة فاغنر دون مقاومة على المدينة الجنوبية، ارتجل بريغوجين وأرسل رتلاً مدرعاً صوب موسكو”.
تكهَّن قيصر بأنَّ بريغوجين تجنَّب العقاب حتى الآن بعدما أعاد رتله المدرع، لأنَّه يملك معلومات حساسة تخص بوتين. وأضاف: “أنا لا أحترم بريغوجين، فهو وبوتين لديهما القيم نفسها”.
يرى قيصر أنَّ تفكيك “فاغنر” يعزز فرص أوكرانيا في ساحة القتال، وقال إن “فاغنر كانت هي الجهاز العسكري الأقوى لدى روسيا، لقد قاتلتُ ضدهم في باخموت، وقد نجحوا تقريباً في السيطرة على المدينة. وخروجهم يضعف الروح المعنوية للجيش الروسي… أنا متأكد بنسبة 100% من نجاح الهجوم المضاد الأوكراني”.
في مقابلته مع الصحيفة البريطانية أيضاً، توقع قيصر “انهيار نظام بوتين” بحلول نهاية عام 2024، قائلاً إنَّه “الآن يتصدع وغير مستقر”، بحسب قوله.
تحدث قيصر عن وجود سخط داخل الجيش الروسي، مدفوعاً بحقيقة أنَّ الكثير من الجنود “عديمي الضمير” انضموا للجيش لأنَّهم مفلسون، لم يتلقوا رواتبهم. وأضاف: “هنالك مشكلة كبيرة بخصوص المال”.
وأشار إلى أنَّه بعدما قضى بوتين 23 عاماً في السلطة، أصبح مصاباً بجنون الشك والخوف “مثل ستالين في آخر سنواته”. وقال إنَّ الطريقة الوحيدة للتخلص منه هي الإطاحة به باستخدام السلاح.
يقارن قيصر قوة “فيلق حرية روسيا” الصغيرة بـ”الجيش الفنلندي الصغير” الذي قاتل ببسالة في 1939-1940 ضد “الدب الأحمر”، خلال حرب الشتاء بين الاتحاد السوفييتي وفنلندا، وأضاف: “إنَّنا نمثل الجزء الأفضل والأشجع والأمهر من روسيا”. وادَّعى أنَّ الفيلق تمتَّع بدعم من جانب الكثير من الروس الذين ضاقوا ذرعاً بحكم بوتين.