UTV – ذي قار

على نهر الفرات في مدينة الجبايش، وبالقرب من أحد المنافذ الرئيسة الداخلة إلى الأهوار الوسطى، وضعت دعامة لقياس منسوب النهر، حيث يساوي منسوب النهر الداخل إلى الأهوار.

وسجلت الدعامة لحظة وجود فريق UTV قربها 56 سنتيمترا، وهي أقل بسبعة سنتميترات مما سجله النهر قبل أسبوع، أي أن النهر يفقد كل يوم سنتيمترا واحدا من منسوبه.

إيقاع الحياة في الأهوار بطيء، وتتعثر هناك رحلات السكان ولا يعرفون لمن يرفعون العتب، ففي علوة الكسر وقبل عام من الآن، كان المكان يعج بصيادي الأسماك وتجارها، حيث كانت تصدر العلوة أكثر من 100 طن يوميا، أما اليوم فلا صيادين ولا تجار، ولا أسماك تباع.

يقول أحمد رحيم الغالبي، أحد سكان الأهوار، لـUTV إن “الهور خلا من الأسماك بعد نضوب المياه. من كان يربح 150 ألف دينار يوميا من مهنة صيد الأسماك أصبح لا يستطيع ربح عشرة آلاف دينار في اليوم الآن”.

كل مظاهر الحياة تذوي هناك، فالأسماك تموت ملتصقة بطين الأهوار بعد أن شح الماء، والجواميس ومربوها يرحلون بحثا عن الماء عبر محطات مضنية ربما تضطرهم أخيرا إلى بيعها والتخلي عن مهنة خاسرة.

ويقول إياد الأسدي، ناشط بيئي، لـUTV إن “نسبة عالية من الأملاح خلفها شح المياه وارتفاع درجات الحرارة والتبخر العالي، ما أدى إلى نفوق الأسماك. أهوار الجبايش كانت تصدر 100 طن من الأسماك يوميا، أما الآن لا تصل الكمية إلى طن واحد”.

ومع اشتداد حرارة صيف العراق، تؤكد التوقعات أن محنة الجفاف في الأهوار في تصاعد خلال الأيام المقبلة، فمؤشرات التصحر تجتاح مساحات واسعة منها، إذ أحرق الشح ونضوب الماء حشائشها وتلاشى كثير من أحيائها المائية.

 

تقرير: أحمد السعيدي