UTV – بغداد – النجف – البصرة

معادلة الطاقة الكهربائية وساعات التجهيز وعلاقتها العكسية مع فصل الصيف أرهقت المواطن، فكل ارتفاع بدرجات الحرارة يقابله انخفاض في ساعات التجهيز.

سبعة آلاف وخمسمئة ميغاواط تنتج في محطات الكهرباء في عموم العراق تعمل على الغاز المستورد من إيران، حاجة المحطات الغازية تتراوح بين 55 مليون متر مكعب و60 مليونا، وما كان يصل من غاز إيراني في الأيام السابقة هو 45 مليون متر مكعب، لكن ما يصل الآن لا يتجاوز 20 مليون متر مكعب، وهذا الانخفاض أطاح بخمسة آلاف ميغاواط من الطاقة.

ويقول أحمد موسى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، لـUTV إن “سبب تراجع إمدادات الغاز الإيراني ما زال غير واضح لدينا، ولكنه قد يتعلق بالأمور المالية، فوزارة الكهرباء دفعت جميع المستحقات لدى صندوق الاعتماد في المصرف العراقي للتجارة، لكن الأخير يواجه مشكلة على ما يبدو في إيصالها إلى إيران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها”.

ثلاث محطات في المنطقة الجنوبية وتسعة أخرى في المنطقة الوسطى وبغداد بين خارجة عن الخدمة ومتأثرة بنسبة كبيرة في توليد الطاقة، والنتيجة عبء يزداد على كل مواطن في محافظات العراق.

وفي النجف انخفض معدل التجهيز بالطاقة الكهربائية من 1300 ميغاواط إلى 750، وبهذا ازدادت ساعات الانقطاع لتصل إلى 16 ساعة في اليوم بسبب انحسار الغاز الإيراني.

UTV تجولت في أحياء المحافظة ووجدت أن انقطاع الكهرباء شمل جميع المناطق، وساعات التجهيز في اليوم تراوحت بين 6 و8 ساعات فقط.

وعللت دائرة توزيع الكهرباء سبب تراجع التجهيز بخروج بعض وحداتها عن الخدمة بانقطاع الإمدادات الغازية الإيرانية، ما أثر بشكل واضح على حياة المواطنين.

وقال صفاء عبد الزهرة، مدير توزيع كهرباء النجف، لـUTV إن “أول أيام العيد أو قبل ذلك بقليل كان الإنتاج الاتحادي يصل إلى نحو 26 ألف ميغاواط في عموم العراق، لكن خروج بعض الوحدات عن الخدمة أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى أقل من 20 ألف ميغاواط، وكانت حصة النجف تصل إلى 1300 ميغاواط إلا أنها تراجعت إلى 800 أو 750 ميغاواط”.

وفي أزمة انحسار الغاز المستورد من إيران، توقفت في العراق نحو 12 محطة كهربائية في ذروة الأحمال والطلب على الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حصة البصرة منها محطتان هما شط البصرة والرميلة الغازية.

ويرتبط تجهيز الكهرباء في العراق ارتباطا مباشرا بالغاز المورد من إيران بوصفه الوقود المشغل لمحطات إنتاج الطاقة، وخيارات الاستغناء عنه ما زالت محدودة لعدم قدرة الاستثمارات الحالية للغاز على تلبية حاجة البلاد.

ويقول د. رافد خضر، رئيس قسم إدارة مشاريع النفط والغاز بجامعة البصرة، لـUTV إن “استثمارات الغاز تحتاج إلى وقت وموارد وبنى تحتية، وحتى ضمن موازنة الثلاث سنوات التي أقرت حاليا لا يوجد أي شيء مخصص للبنى التحتية لاستثمار الغاز”، مبينا أن “استثمار الغاز بالكامل يحتاج إلى مدة لا تقل عن عشر سنوات”.

نقص الغاز وفقدان خمسة آلاف ميغاواط من إنتاج الكهرباء، يتزامن مع موجة حرارة مقبلة ستستمر لما بعد منتصف شهر تموز الحالي وستلقي بتأثيرها المرهق على أجواء العراق، وسط توقعات بتسجيل محافظات الجنوب درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية في الظل.

تقرير: أحمد مؤيد – حسام الكعبي – سعد قصي