UTV- الناصرية والمثنى
أثر بعد عين، هذا ما تبقّى من نهر الخضيراوية في منطقة البوجمعة شماليّ الناصرية، ليعكس صورة الجفاف وشحّ المياه التي تعانيها المنطقة منذ أربعة أعوام.
الأنشطة الزراعية توقفت هنا وأصبح السؤال عن المياه للزراعة شيئا من الترف في هذه القرى، إذ أصبح حصول الأهالي على الماء للاستخدامات اليومية مقتصرا على صهاريج لا تأتي إلا في أوقات متباعدة.
حسام هادي من أهالي القرية (50 عاماً)، يتحدث عن المعاناة، “معاناتنه حقيقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فبعيداً عن الزرع والبساتين، فقد مات النخيل والمواشي، لم يتبق لنا مياه للشرب أو للغسل والاستخدام، نضطر إلى شراء المياه كل 15 يوماً، أكثر السكان قرروا الهجرة”.
ويسجل ملفّ النزوح والهجرة في قرى جنوب ذي قار تصاعدا منذ عام 2018، بعد أن ضرب الجفاف هذه المناطق وانعدمت فيها الأنشطة الزراعية وتراجعت مساحة الأراضي المزروعة، وتقلصت معها الخطط الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها سكان الأرياف.
إلى المثنى حيث يعتمد أكثر من 70 بالمئة من الأهالي على الزراعة مصدر رزق لعيشهم، لكنّ الأمر اختلف اليوم بسبب شح المياه الذي حوّل أراضيهم إلى بوار، لترتفع نسبة الأراضي المتصحرة في المحافظة إلى نحو 80 بالمئة.
مساحات من أرضي منطقة “آل أبو اعلامة” تنتج آلاف الأطنان من المحاصيل سنويا، لكنها لم تعد صالحة للزراعة خلال آخر ثلاث سنوات بسبب تقليص الخطط الزراعية.
لم يفارق سعد أرضه منذ عامين، يحرثها كلّ موسم آملا بتغيير الحال ووصول المياه، بعكس أغلب رفاقه المزارعين، إذ هجروا أراضيهم فيما باعها آخرون لتصبح أراضي سكنية.
يقول سعد وهو مزارع من الوركاء، “بسبب التصحر وقلة المياه، هجرت الناس أراضيها، وحتى هذه الأراضي تحولت إلى سكنية، السلطات لم توفر قطع أراض للمواطن ليستغلها، ولم توفر الماء ليكون مصدر معيشي”.
وتؤكد مصادر لـ«يوتيفي» أن أكثر من 400 عائلة من مناطق آل توبة جنوب شرقي المثنى هجروا أراضيهم خلال السنوات السابقة بسبب شحّ المياه بحثا عن مصادر عيش اخرى في بقية المحافظات.
تقرير: أحمد السعيدي وخليل بركات