أكدت الفنانة القديرة آسيا كمال، أن أهم المحطات الفنية الدرامية في حياتها كانت من خلال اشتراكها في مسلسل (المسافر) بشخصية (قمر خانم) عام 1993 بمشاركة الفنان كاظم الساهر، فيما أعربت عن أمنيتها تجسيد دور المعمارية الراحلة “زها حديد”.
وقالت كمال في حوار مع الوكالة الرسمية: إنه” أول من تنبأ بنجوميتها الفنية مستقبلا والدتها وأيضا الفنان الكبير الراحل يوسف العاني حين شاهدها بأول ظهور لها في “سباعية” حين كانت طالبة في الرابع الإعدادي”.
وأضافت، “كنتُ ضعيفة في حفظ المناهج الدراسية ولم ينعكس ذلك اطلاقا على حفظ السيناريوهات الفنية إذ منذ النظرة الأولى على السيناريو أحفظه فورا”، مبينة أن ” سبب ضعفي في حفظ منهاج الدراسة جاء بسبب كوني لم أحب الأشياء التي تفرض عليّ حتى وان كنت أعشقها ، لذلك اعتقد ان المناهج الدراسية كانت جزءا من الأشياء المفروضة علينا لذلك لم استسيغها في مجال الحفظ”.

ولفتت إلى، أن ” مسلسل (المسافر) الذي عرض عام 1993 بمشاركة الفنان الكبير كاظم الساهر كان من أهم الاعمال الفنية الدرامية في حياتي المهنية الذي شكل انعطافة وانتقالة مهمة خلال مسيرتي الفنية التي بدأتها منذ عام 1979، حيث جسدت فيه شخصية (قمر خانم)”.
وتابعت: “جسدت كثيرا من الشخصيات الفنية التلفزيونية والسينمائية الا ان هناك شخصية كانت تشبهني كثيرا في الواقع هي شخصية (قمر خانم) في مسلسل المسافر تشبهني في إصرارها وقوتها وجرأتها في طرح مشاعرها رغم القيود الاجتماعية والعائلية المفروضة عليها”.
وأوضحت، أن،” الفنان كاظم الساهر نجح في اداءه دوره في مسلسل المسافر على مستوى الشارع وحضوره كونه فنانا مشهورا على الرغم من أنه وصف تجربته في التمثيل بالفاشلة!، وكان الساهر يعتبر أول مطرب يجسد دور البطولة في مسلسل عراقي”.
وأشارت الى، أن “هناك جملة من الضوابط التي اعتمدها في انتقاء أعمالي الفنية بدقة متناهية ولا اسمح لنفسي ان أعمل في عمل لا يليق بتأريخي واسمي الفني، لذا أبدأ من “الورق” في أي عمل فني لأحدد ان كنت أشترك به ام لا، ما جعلني اعتذر عن الاشتراك بثلاثة اعمال درامية في رمضان الماضي كون الشخصيات ليس لها تأثير مجرد حضور لا غير”.

أعمال رمضان والوجوه الجديدة
وتابعت: “اشتراكي في مسلسل (الماروت) الذي عرض من خلال شاشة قناة العراقية العامة في رمضان كانت من الشخصيات المؤثرة المركبة بمساعدة المخرج المبدع مهدي طالب الذي أضاف لي الكثير في أداء الشخصية وجعلني ان امسك بأولى خيوط الشخصية التي لم أجسد مثل شخصية كهذه من قبل”
وبينت، أن ” (الماروت) كان يختلف كثيرا عن مسلسل (انتقام روح) فالأول أجسد فيه شخصية كادحة مسحوقة، اما في انتقام روح فجسدت شخصية (مودرن) اجتماعية تحاكي معاناة الناس، اما النقطة المشتركة في العملين تكمن في نقطة التقاء المخرجين مهدي طالب والمخرج المصري إبراهيم فخر اللذان يشتغلان على منطقة الممثل بعناية وجهد فائق”.
وأوضحت، أنها “لم تندم على قرار اتخذته سابقا في حياتها كونها امرأة لا تنظر الى الوراء مطلقا ولا يستوقفها الماضي وكل القرارات التي اتخذتها كانت عن قناعة سواء كانت صحيحة او خطأ”.
وأكدت الفنانة أسيا كمال، أن” عملي نائب لنقيب الفنانين العراقيين لم يبعدني عن نشاطي الفني ولم يأخذ من جرفي الفني، فضلا عن نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي متفهم جدا لعملنا وموفر لنا مساحة واسعة من الحرية في العمل النقابي كونه ابن الوسط الفني ويعرف ما معنى ان تكون فنانا وإداريا”.
وتابعت: “من خلال عملي النقابي لم اتوانى عن خدمة زملائي الفنانين ولم أرد أي فنان قصدني في حاجة ما اطلاقا، أحاول ان اساعد الفنانين على قدر استطاعتي ضمن المناخ والظروف الممكنة التي تسمح بذلك”.
وحول الوجوه الفنية الجديدة في الساحة الفنية قالت،” حالة صحية وإيجابية ان تظهر وجوها جديدة متمكنة في الدراما العراقية، وهذا ما شاهدناه في رمضان الماضي ظهور عدد كبير من الفنانين الجدد في الدراما، لكن بشرط ان يتسلحوا أكاديميا من المعلومات والثقافة، وكنت ومازالت من الداعمين للفنان الجدد من الذين يتقبلون النصيحة والمشورة”.
الوجه الآخر
وأوضحت، أنه” على الرغم من أنني ممثلة تراجيدية الا أنني امتلك وجها كوميديا خفيا ربما لم يألفه الجمهور، فقد جسدت شخصية كوميدية سابقا في عمل درامي عراقي سوري مشترك اسمه (شناشيل حارتنا) من تأليف زوجي الفنان باسل شبيب، لكن للأسف لم يأخذ المسلسل صداه في العرض، وأيضا كان لدي عمل ثان كوميدي من تأليف الفنان أحمد هاتف عام 2006″.
وأضافت،: ” الكوميديا ليس عملا سهلا لذلك أخاف منها واكون حذرة جدا حين اشتغل في منطقة الكوميديا، لان هناك نقطة فاصلة بين ان يضحك الجمهور على العمل وبين ان يضحك على الممثل!”.
ولفتت الى، أن” تجسيدي لشخصية “رباب” من إنتاج شبكة الإعلام العراقي عام 2013 كانت من الشخصيات التي أثرت بي نفسيا كون الشخصية فيها وجع وحزن كبيرين ومولدة من رحم الواقع العراقي لأم تفقد ابناءها المسفرين خارج البلد، لذا تعمدت ان أجسد بكل مشاعري وحواسي لأصل الى مرحلة الاقناع لاسيما حينما يكون المشاهد أم عراقية مرت بنفس احداث المسلسل فكيف سأقنعها بأدائي؟”.
وتابعت: “كنت ابكي بحرقة في البيت متأثرة بشخصية “رباب” حتى انني فقدت كثيرا من وزني ولم أستطيع استعادته حتى الان!، وحين يتم إعادة عرض المسلسل في قناة العراقية لم أستطع مشاهدته او حتى أسمع صوت الموسيقى التصويرية للمسلسل، واعتقد بعد شخصية “رباب” لم ولن سأجسد مثل شخصية كهذه مستقبلا، كونها من الشخصيات العميقة ولم أخرج من جلبابها الذي مازال يطاردني حتى الآن”.

الشهرة العربية والموهبة الرياضية
وأعربت عن أمنيتها في تجسيد شخصية المعمارية العراقية الراحلة “زها حديد” في عمل درامي لما لها من منجزات مهمة في العالم”.
وأشارت الى، “أنها لم تأخذ استحقاقها الفني عربيا بسبب غياب التسويق للمنجز الفني العراقي فضلا عن الحروب والحصار والمقاطعة العربية للفنان العراقي قبل عام 2003 ساعدت في تحجيم الفنان العراقي محليا وجعله منعزلا عن العالم العربي والفضاءات المفتوحة”.
وكشفت الفنانة أثناء حديثها، بأنها “لا تحب صفة من صفاتها وتتمنى  استئصالها هي (الغضب)، ما جعلها تفقد صوتها نهائيا لفترة بسبب صراخها مع إحدى صديقتها في ثمانينات القرن الماضي”.
ونوهت الفنانة بأنها ” لو رجع بها الزمن للوراء لكانت رياضية مشهورة كونها حازت على بطولة الرصافة في القفز 100 متر موانع حين كانت في مرحلة الرابع الإعدادي”
وتابعت: “لم أكمل في مجال الرياضة كوني كنت مهووسة في الفن ولو اخترت الرياضة لكنت عداءة عالمية أقولها وبكل ثقة”