UTV – البصرة

الشاعران “كاظم الحجاج” و”أحمد مطر”، إلى جانب القاصّ “محمد خضير”، أدباء عراقيون أحياء وافقت الحكومة على تسمية ثلاثة شوارع في البصرة بأسمائهم، استجابة لطلب تقدم به اتحاد الأدباء والكتاب لتخصيص نسبة من تسميات الساحات والميادين بأسماء الأحياء من المثقفين تثمينا لدورهم في إرساء قواعد الوعي المجتمعي.

عضو اتحاد الأدباء والكتاب علي الإمارة يقول، إن “مبادرتنا تسمية ثلاثة شوارع من شوارع البصرة بأسماء أدباء أحياء، نابعة من تقديرنا لها، وحرصنا على أن يدخل الأدب والثقافة في مجال المسميات، لأنها شيء مهم، كون المسمى يدخل في المجال الجغرافي والتاريخي في آن واحد، بحيث نفرض أسماء مهمة ليست الأسماء القديمة مثل الفراهيدي أو الجاحظ أو الأصمعي فهناك أحياء بأسمائهم”.

وعلى الخطى ذاتها سارت تربية البصرة عبر إطلاقها أسماء أدباء عملوا في سلك التعليم على مدارس حكومية تخليدا لذكراهم ولتعريف الأجيال الجديدة بمنجزهم الإبداعي حتى يرسخ في مدونات ذاكرتهم.

المتحدث باسم تربية البصرة باسم القطراني يوضح أن “تربية البصرة لديها مبادرات من هذا النوع، واقترحت بالفعل تسمية مدارس باسم الأستاذ محمود عبد الوهاب وسميت مدرسه باسمه وهناك مدرسة باسم (البريكان)، وأيضا مدرسة باسم كاظم الخليفة، كما أن السياب لدينا مدارس كثيرة باسمه ابتدائية وثانوية والغاية تخليد عظماء المدينة”.

أسماء الأزقة والشوارع والميادين في البصرة، تعرض كثير منها لتغيير في أسمائها خلال فترات مختلفة من قبل أحزاب سياسية أو فصائل مسلحة وحتى عشائر من دون موافقة الجهات الرسمية، إلى درجة أنّ بعض المناطق والشوارع حملت أكثر من اسم في وقت واحد، لا علاقة لها بالمدينة وذاكرتها وشخصياتها المؤثرة.

الأكاديمي والمسرحي طالب هاشم يقول، إن “البصرة عصفت بها عوامل عديدة، أدت إلى تسمية مختلفة بل عجيبة وغريبة منها لشخصيات غير معروفة وشخصيات غير أكاديمية، لذلك نرى من واجب المحافظة أن تهتم بالشخصيات المرموقة التي هي إرث تاريخي وحضاري وثقافي للبصرة”.

أسماء الشوارع والساحات والأماكن العامة، بل حتى المدارس، يجب أن تحمل دلالات ثقافية وتاريخية وتراثية، لكن في العراق الأمر مختلف تماما، فالأسماء تتغير بتغير الطبقة السياسية الحاكمة عبر إطلاق مسميات تتناسب مع عهدها.

اختيار أسماء الشوارع والساحات العامة والمناطق السكنية، وفق معايير معتمدة رسميا، إجراء يمنع الوقوع بفخ الأسماء المثيرة للجدل التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

 

تقرير: سعد قصي