UTV – الموصل

على بعد مسافة تتراوح بين 15 إلى 40 كيلومترا غربيّ مدينة الموصل وتحديدا في منطقتي عداية والجزيرة، تظهر مؤشرات تلوث إشعاعي يتجاوز الحدّ المسموح به وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

منشأة نووية دفنتها الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي تعرّضت للنبش والسرقة قبل نحو 17 عاما، ما تسبب في انتشار موادّ مشعة وملوثة كاليورانيوم، ورغم خطورة هذه المواقع التي شبهها متخصصون بمفاعل تشيرنوبيل وقنابل هيروشيما وناكازاكي، فإنها ما تزال مفتوحة من دون أي إجراءات وقائية.

المختص في مركز بحوث البيئة بجامعة الموصل طه الطيار قال إن “منطقة عداية من المناطق المشخصة والملوثة إشعاعياً بكميات كبيرة من الإشعاع في محافظة نينوى وعلى مستوى العراق، أسباب التلوث انه كان فيها مواد مشعة معبئة في عبوات بشكل نظامي ومدفونة تحت الأرض، حقيقة عبث أهل المنطقة أدى إلى انتشار هذه المواد المشعة التي هي اليورانيوم في المنطقة”.

وتشير دراسات أكاديمية إلى أن تقادم الزمن على نبش الموقع وانتشار الإشعاعات وتعرضها لسيول الأمطار وعوامل الطبيعة أسهم في جرفها إلى الأنهار والمياه الجوفية، أي أنها تعدّت المنطقة التي تم حصرها فيها قبل أكثر من ثلاثة عقود.

أما المختص في مركز التحسس النائي بجامعة الموصل صباح حسين فيقول، “تناقلت البراميل من مكان إلى آخر وهي تحتوي مواداً مشعة، عندما تمطر الدنيا فإن المطر ينقل معه التلوثات الموجودة في الطمر”.

بيئة نينوى رفضت الإدلاء بتصريح عن الموضوع بحجة أن التصريحات في هذا المجال تنحسر بمركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة، لتستمرّ التساؤلات عن غياب الإجراءات اللازمة بلا إجابة، وخاصة أن التلوث الإشعاعيّ في هذه المناطق سيمتد مهددا أجيالا متعاقبة بأمراض سرطانية وتشوهات ومخاطر لا يمكن حصرها.

تراجع الاهتمام بالتلوث الإشعاعي في العراق، وعدم تخصيص أموال كافية لاحتواء الإشعاعات وتطهير المناطق الملوّثة، فاقم الأزمة وحوّلها الى تهديد حقيقي للعراق وحتى الدول المجاورة له.

 

تقرير: محمد سالم