UTV – البصرة – الأنبار
يوميا يلقى القبض على عشرات المتهمين بتجارة المخدرات والترويج لها، فالبصرة تصنف مع ميسان كأكثر المحافظات العراقية انتشارا وتعاطيا لهذه الآفة، بحسب تصنيف وزارة الداخلية.
ولعب البعد الاقتصادي دورا في تفشي المخدرات، فأرباح تجارة الموت جعلتها في الترتيب الثالث بعد النفط والسلاح، وفيما تغيب الإحصاءات الرسمية عن أعداد المتعاطين والمتاجرين، فإن المخدرات تنتشر بين أوساط الشباب، كما يجري تجنيد المعوزين وإغواؤهم بالمال لنقل وتسليم المخدرات مقابل 2500 دولار لكل عملية.
ويقول د. نبيل المرسومي، أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل، لـUTV إن “تجارة المخدرات هي ثالث أكبر تجارة في العالم بعد تجارة النفط والسلاح، وهناك مافيات كبيرة تتعامل بهذا النوع من المواد المخدرة، وخصوصا أن العراق لم يعد منطقة مرور كبيرة كما كان في السابق، بل أصبح مستهلكا للمخدرات، ولاسيما في المحافظات الجنوبية، ومعظم المتعاطين هم دون العشرين سنة ومعظمهم من فاقدي فرص العمل”.
تشريعات تغلظ العقوبات على جرائم المخدرات هي الحل كما يرى خبراء القانون، إلى جانب مسك الشريط الحدودي مع دول الجوار، وذلك بعد أن تفنن المهربون بطرق إدخال الممنوعات كالطائرات المسيرة وتجنيد النساء.
وقال طارق البريسم، خبير قانوني، لـUTV إن “الاتجار بالمخدرات أصبح واسعا وفيه شبكات وترعاه قوى متنفذة، وهذه المشكلة يجب مواجهتها بعدة طرق وليس طريقة واحدة، منها طريقة تشريعية تخص تشديد العقوبات، وخاصة على الاتجار، ومن ضمنها أيضا القوات الأمنية يجب أن تتتبع خطوط المخدرات وخاصة في المنافذ الحدودية في البصرة والعمارة”.
آخر مقترحات المعالجة تمثلت بنصب كاميرات مراقبة في الشريط الحدودي المحاذي لإيران لمنع حالات التهريب، ابتداء من منطقة راس البيشة في مدخل مدينة الفاو جنوبي العراق وصولا إلى محافظة ميسان، لكنه ليس الشريط الحدودي الوحيد الذي يسرب هذه السموم.
وفي الأنبار المحاذية لثلاث دول، يمتد طول شريطها الحدودي مع سوريا لوحده إلى أكثر من 325 كيلومترا، تنشط تجارة الحبوب المخدرة وتهريبها.
مهربو المخدرات عبر الحدود يستخدمون أحدث وسائل النقل، ومنها طائرات “الدرون” مستغلين تراجع الأمن في الجانب السوري.
وبحسب إحصائية رسمية، فإن أكثر من ثلاثة ملايين حبة تم ضبطها في الأنبار العام الماضي، فيما ضبطت الأجهزة الأمنية هذا الأسبوع أكثر من 100 ألف حبة، إذ لا يمر أسبوع من دون الكشف عن متاجرين أو متعاطين أو مهربين في الأنبار.
الأنبار واحدة من بين ست محافظات تترقب افتتاح مصح علاجي، لإيداع المتعاطين ونقلهم وفق ما أجازته المادة 39 بدلا من مدة العقوبة، فيما تسعى وزارة الداخلية إلى استثمار حملة “كلا للمخدرات” التي أطلقتها لزيادة الوعي بمخاطر هذه الآفة العابرة للحدود.
تقرير: سعد قصي
نبيل عزامي