يعرف “الآيس كريم” الذي يعشقه الكبار والصغار في كل أرجاء المعمورة بأسماء مختلفة حول العالم؛ فيسمى في إيطاليا “جيلاتو”، وفي الأرجنتين “هيلادو”، وفي نيوزيلندا “هوكي بوكي”، وفي ألمانيا “سباغيتي”، وفي اليونان “باغوتو”، ويطلق عليه “داندرمه” في تركيا، ويعرف باسم “البوظة” في عدد من الدول العربية، لكن هل تعرف أين بدأت قصة المثلجات؟ ومتى؟

يعود ظهور المثلجات إلى عصور طويلة، إذ يُقال إن الفرس والرومان عرفوها قبل 400 عام من الميلاد، وكذلك عرفها الصينيون قبل 200 عام من الميلاد، وخلطوا الحليب المجمد مع الأرز، لكن لا تعرف هوية مكتشفها الأول على وجه الدقة.

أما “جيلاتو”، وهو أحد أشهر أصناف الآيس كريم التي قدّمتها إيطاليا للعالم، فيُقال إن بدايته جاءت على يد أثرياء فلورنسا في نهايات القرن 13، حين بدؤوا إضافة الثلج إلى الحليب. وفي عام 153، طلبت الأميرة الفلورنسية كاثرين دي ميديشي توزيع الحليب المخلوط بالثلج على المدعوين إلى زفافها من الملك هنري الثاني ملك فرنسا.

وينسب “جيلاتو” إلى برناردو بونتالنتي الذي سميت العلامة التجارية الأميركية للجيلاتو ” تلانتي” على اسمه. ففي سنة 1565، ابتكر هذا الفنان والمهندس المعماري الشهير الذي ينحدر من مدينة فلورنسا الشهيرة حلوى جديدة تعتمد على “السابايوني” (نوع من الكاسترد المخفوق، باستخدام الحليب وصفار البيض واللبن والليمون والبرتقال).

وبعدها أصبح عدد من طهاة فرنسا ينتجون المثلجات بأطعمة لذيذة، كما قام أحد هؤلاء الطهاة بافتتاح محل لبيع المثلجات المضافة إليه نكهات مختلفة مثل الشوكولاتة والفراولة.

ولدى زيارة ملك إنجلترا تشارلز لفرنسا مطلع القرن 17، قدم إليه اللبن المثلج فأعجبه وعاد بوصفته إلى إنجلترا، حيث أصبح الأغنياء يتناولون هذه الحلوى المثلجة.

وفي عام 1899، طوّر الفرنسي أوغست جولين آلة تساعد في خلط المثلجات بشكل متماسك ومتجانس وسريع، مما أسهم في انخفاض تكلفة إنتاج “الجيلاتو” وسرعة انتشاره.

ووجدت المثلّجات طريقها إلى أميركا -إلى ولاية ميريلاند تحديدا- حين بدأ الحاكم الإنجليزي يقدمها إلى ضيوفه عام 1700، قبل أن تنتشر في مدينة نيويورك عام 1770.

كما قامت زوجة الرئيس الأميركي جيمس ماديسون بتقديم الآيس كريم إلى ضيوف البيت الأبيض عام 1812.

ويُقال أيضا إن بائع مثلّجات يُدعى إيتالو ماركيوني هو صاحب فكرة وضع الآيس كريم داخل رقيقة من البسكويت، وذلك في مطلع القرن العشرين.