نقل مانشستر سيتي أخيرا هيمنته المحلية إلى أنحاء أوروبا بالفوز 1-صفر على إنتر ميلان ليتوج بلقب دوري الأبطال لكرة القدم للمرة الأولى ويكمل ثلاثية نادرة في أمسية السبت بعد توتر أعصابه في إسطنبول.
وقبل المباراة كانت التوقعات بأنها ستكون نزهة لسيتي، لكن ثبت عكس ذلك، ولم يكسر بطل إنجلترا صمود إنتر إلا بهدف بيدري في الدقيقة 68.
وظل سيتي مهددا باستقبال هدف صادم لكن الحارس إيدرسون تألق في إبعاد فرصتين خطيرتين في الدقائق الأخيرة.
وغمرت السعادة لاعبي سيتي بعد صفارة النهاية وركضوا للاحتفال مع الجماهير في استاد أتاتورك.
وقال بيب جوارديولا مدرب سيتي “يجب أن تكون محظوظا، هذه البطولة كانت مقدرة لنا وتخصنا، الثلاثية صعبة للغاية”.
ولم يحقق سيتي أول لقب قاري وحسب منذ بطولة أوروبا لأبطال الكؤوس القديمة عام 1970 بل أصبح ثاني فريق إنجليزي يكمل الثلاثية بعد مانشستر يونايتد في 1999 بالتتويج بالدوري الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري الأبطال، حين كان سيتي ينافس في الدرجة الثالثة.
وقاوم إنتر، الذي كان يحلم بالفوز باللقب للمرة الرابعة، كتيبة جوارديولا بخطة محكمة في الشوط الأول الذي شهد خروج كيفن دي بروين صانع لعب سيتي مصابا.
وربما استعاد سيتي ذكريات مؤلمة حين عجز دي بروين عن إكمال النهائي قبل عامين وخسر اللقب أمام تشيلسي.
وحتى ماكينة الأهداف إرلينج هالاند كان مكتوف الأيدي، فيما لعب الإسباني رودري، الذي بدأ أساسيا للمرة 52 هذا الموسم، دور المنقذ.
نعيش حلما
قال رودري لمحطة (بي.تي سبورت) “تغمرني المشاعر، حلم أصبح حقيقة، انتظر جميع اللاعبين حولي هنا خلال العديد من السنوات، يستحقون ذلك”.
وحقق جوارديولا بذلك لقب دوري الأبطال للمرة الثالثة كمدرب ورفع رصيده إلى 14 لقبا مع سيتي، وعانق لاعبيه بعد الانتصار فيما هتفت الجماهير باسم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي استحوذ على النادي في 2008 وحوله إلى ماكينة ألقاب.
وأضاف رودري “لم يكن فوزا سهلا، يا له من فريق واجهناه، طريقة دفاعه وهجماته المرتدة.. هكذا تكون النهائيات، نحن مفعمون بالعواطف والمشاعر وقاتلنا بشراسة”.
وحقق سيتي 17 لقبا منذ استحواذ الإدارة الإماراتية على النادي، رغم وجود غيوم تخيم فوقه بعد توجيه 100 اتهام للنادي بخرق قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 2009.
وأصبح جوارديولا أول مدرب يحقق الثلاثية مرتين في أوروبا بعد إنجازه مع برشلونة في 2009، ورفع رصيده إلى 12 لقبا كبيرا مع سيتي (بجانب لقبين لدرع المجتمع) منذ 2016.
وبعد كسر عقدة دوري الأبطال تبدد شعور سيتي بالدونية وسط كبار القارة مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ وليفربول.
وحذر رودري المنافسين “نريد المزيد”.
نجاح اللاعبين
جر فريق جوارديولا أذيال الخيبة في بورتو قبل عامين بخسارته في النهائي القاري من تشيلسي، وأُلقي باللوم على خطط المدرب الإسباني خلال الهزيمة.
لكن هذه المرة نجح لاعبوه رغم أن المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق أمام المنافس الإيطالي الشرس.
كان سيتي بعيدا تماما عن فاعليته المعروفة وبدا أن إنتر الذي لم تظهر عليه علامات تعب يمكنه تحقيق مفاجأة.
بدأت المباراة بصلابة دفاعية من إنتر في وجود الثلاثي ماتيو دارميان وفرانشيسكو أتشيربي وأليساندرو باستوني خلف خط وسط نشيط، وغابت أنياب سيتي حتى ساد الصمد بين جماهيره في فترات مع تصاعد وتيرة القلق.
وأتيحت فرصتان لهالاند، أنقذ الثانية الحارس أندريه أونانا ببراعة، لكن جوارديولا بدا قلقا خارج الخطوط، وازداد هذا الشعور بعد خروج دي بروين الاضطراري في الدقيقة 36.
وبدا سيتي بطيئا على غير المعتاد، وأخفق مانويل أكانجي في السيطرة على كرة لتصل إلى لاوتارو مارتينيز الذي لم يتواصل بأنانية مع البديل روميلو لوكاكو.
تعالت أصوات مشجعي إنتر لكن تغير الموقف حين وجد برناردو سيلفا مساحة في الدفاع ليمرر كرة ارتدت من الدفاع ووصلت إلى رودري ليسجل.
ويحسب لإنتر الرد السريع واقترابه من التعادل حين سدد فيدريكو دي ماركو ضربة رأس ارتدت من العارضة وتابع الكرة لكن لوكاكو أعاق طريقه.
واقترب لوكاكو من هز الشباك من ضربة رأس قرب المرمى لكن إيدرسون منعه من التسجيل وأبعد الحارس محاولة أخرى من أتشيربي.. كانت ليلة سيتي.