UTV – البصرة – نينوى
تصنف البصرة من أكثر المحافظات العراقية تلوثا بالألغام والمخلفات الحربية، وهي تركة تعود لأربعة عقود من الحروب السابقة، الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا لأرواح المدنيين، فضلا عن تسببها في وقوع خسائر بشرية كبيرة.
وأشارت المسوحات الرسمية في البصرة إلى أن الأراضي الملوثة بالألغام والمقذوفات الحربية تزيد على مليار و600 مليون متر مربع، وهي تحصد سنويا عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، فيما يعد غياب الخرائط العسكرية التي ترشد إلى أماكنها أبرز المعوقات لإزالتها لكونها مدفونة تحت التربة.
ويقول أرشد عادل، مدير عمليات شركة مختصة بإزالة الألغام، لـUTV إن “أهم المعوقات التي تواجهنا عدم وجود خرائط كافية نحدد فيها نوع التلوث في المناطق، والمشكلة الأخرى أن سنين طويلة مرت من دون عمليات إزالة ألغام وبقيت متروكة لمدة طويلة، فتغيرت فيها المعالم بسبب الانجرافات والظروف الجوية”.
وتنشتر الألغام والمخلفات الحربية قرب الشريط الحدودي العراقي الإيراني شرقا، فضلا عن الحدود العراقية الكويتية غربا، ويجري التركيز حاليا على تطهير هذه المناطق لوجود حقول نفطية فيها عبر الاستعانة بشركات مختصة في هذا المجال.
دوليا، فإن العراق طرف في اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، وهذا يعني أن العراق ملزم بإغلاق ملف الألغام عام 2028 كحد أقصى بحسب الاتفاقية الدولية.
في الموصل، تتحدث منظمة الصليب الأحمر عن وجود 300 ألف طن من المخلفات الحربية والألغام في الجانب الأيمن وحده، وعشر سنوات هي المدة الزمنية التي يتطلبها تطهير الموصل من المخلفات الحربية والمقذوفات غير المنفجرة.
ويقول ياسر أحمد، مدير عمليات المركز الشمالي لشؤون الألغام، لـUTV إن “المسوحات المتوفرة والبيانات التي يتم استخراجها من أعمال المسح والإزالة، تشير إلى وجود تلوث عال جدا في محافظة نينوى، وهذه الأعمال تستغرق سنوات عدة للتخلص من التلوث”.
فعاليات عديدة نظمتها مؤسسات تطوعية وناشطون للتحذير من مخاطر هذه المخلفات وتنبيه السكان بضرورة الإبلاغ عن أي جسم مشبوه يصادفونه.
ويصنف العراق من الدول الأكثر تلوثا بالألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها الحروب على مدار 43 عاما والتي حصدت -بحسب إحصائيات حكومية- أرواح أكثر من 30 ألف مواطن غالبيتهم في نينوى والبصرة.
تقرير: سعد قصي-محمد سالم