يشعر البعض بالتوتر من مقابلات العمل، سيما وأنها تستوجب إثبات أنك الشخص المناسب للوظيفة المتاحة. ويعد أحد أكثر أسئلة المقابلات شيوعًا -وربما أكثرها صعوبة- ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟

في تقرير نشره موقع “هارفارد بزنس ريفيو” (Harvard Business Review) تقول الكاتبة آمي غالو إن الإجابة عن هذا السؤال صعبة حتى على الواثقين من أنفسهم، وهو ما يؤكده توري دنلاب الخبير المالي ومؤسس منظمة “100 ألف دولار في البداية” مؤكدا أنه في الواقع “أحد أصعب الأسئلة التي يواجهها المترشح للوظيفة”.

وتكمن صعوبة الإجابة عن هذا السؤال خاصة إذا توقعت راتباً أقل مما هم على استعداد لتقديمه. وفي حال قدرت مستوى مرتفعا للغاية، فقد يدفعهم ذلك لصرف النظر عن توظيفك.

وفيما يلي بعض أفضل نصائح مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” حول كيفية الإجابة عن هذا السؤال المعقد، وذلك حتى تتمكن من الدخول في مقابلتك التالية وأنت تشعر بمزيد من الثقة:

  • الإستراتيجية رقم 1: غيّر دفة الحديث

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك غير راغب في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالراتب مباشرة، لذلك فلست مضطرًا لإعطاء رقم فورًا. كما يقول المحلل الإستراتيجي جون ليس “أنت لست في وضع يسمح لك بالتفاوض بشكل جيد لأنك ما زلت في مرحلة غير واضحة، والوقت المناسب لمناقشة الراتب هو بعد قبولك”.

وفيما يلي طريقتان لتغيير دفة الحديث:

  1. قم بعكس السؤال واسأل عن ميزانيتهم. ونصيحة “دنلاب” حيال ذلك هي الرد بإجابة مثل: في الواقع، لا يمكنني في هذه المرحلة تحديد الراتب الدقيق، لكني أرغب في معرفة نطاق الراتب المحدد في الميزانية.
  2.  تجاوز السؤال وانتقل للحديث عن مؤهلاتك. يمكنك أن تقول شيئًا مثل: ما زلت أحاول أن أفهم الوظيفة وطبيعة المهام.. أرغب في مواصلة الحديث عن مؤهلاتي ولماذا أعتقد أنني مناسب لهذا المنصب.
  • الإستراتيجية رقم 2: عرض متوسط الراتب

قد تشعر أن لديك معلومات كافية للإجابة عن السؤال أو ربما لم تفشل محاولة التهرب من الإجابة. في هذه الحالة، يمكنك القول إن الراتب هو مجرد أحد العوامل التي تدخل في قرارك بقبول الوظيفة، وأنك مهتم بمعرفة المزيد عن المزايا الأخرى.

كيف تحدد نطاق راتبك؟

ستحتاج إلى إجراء بحث عن الراتب المتوقع قبل مقابلتك حتى يكون لديك فكرة واسعة عن متوسط الراتب النموذجي للوظيفة، ويمكنك تقديم إجابة مناسبة، من خلال استخدام مواقع إلكترونية، كما يُنصح بسؤال الأشخاص الذين يشغلون مناصب مماثلة لوظيفتك أو يعملون بالشركة التي تجري فيها المقابلة.

وبمجرد تحديد متوسط الراتب، إليك 3 نماذج اختر الذي يناسبك أكثر، مع إضافة بعض التفاصيل حول مؤهلاتك لإبراز كيفية توافق تجربتك مع ما يبحثون عنه:

  • نموذج الإجابة رقم 1: أنا أبحث عن راتب تنافسي يعكس مؤهلاتي وخبراتي، وبناءً على بحثي ومتطلبات الوظيفة كما فهمتها، أتوقع راتبًا يتراوح بين “س” و”ص”.
  • نموذج الإجابة رقم 2: نظرًا لتجربتي وخبرتي في (..) أتطلع إلى جني ما بين “س” و”ص” في وظيفتي. لقد أجريت بعض الأبحاث حول الأدوار المماثلة وتحدثت إلى أشخاص في مؤسسات مماثلة، مما ساعدني في تحديد هذا النطاق.
  • نموذج الإجابة رقم 3: أجريت بعض الأبحاث حول الأدوار المماثلة وفهمت أنه بالنسبة لشخص في مستواي يتمتع بخلفيتي وخبرتي، يمكنني أن أتوقع أن أحصل على راتب في حدود “س” إلى “ص”.

 

وفي تقرير نشرته “إلباييس” (El Pais) تقول هذه الصحيفة الإسبانية إن بعض الأسئلة التي تُطرح على الباحثين عن وظيفة أثناء مقابلة العمل يمكن أن تجعلهم يشعرون بشيء من الاضطراب وقلة التركيز. ومنها سؤال: ما توقعاتك حول الراتب؟

فالحديث عن المسائل المادية في مقابلة العمل يُعتبر أمرا حساسا للغاية. وفي هذا الصدد، قدمت الصحيفة سيناريوهين مختلفتين:

  • “في حال كان المرشح لا يعرف الراتب الذي تمنحه الشركة للموظف، فمن الأفضل أن يؤكد أنه رغم أن الراتب يعد عنصرا أساسيا بالنسبة له، فإنه ليس النقطة الأكثر أهمية” كما تقول.
  • “تعلن الشركات عن المعلومات المتعلقة بالراتب في مرحلة مبكرة نظرا لوجود احتمال ضئيل للتفاوض حول الراتب. لذلك، ليس من المنطقي أن يتقدم المرشح للحصول على الوظيفة إذا ما كانت توقعاته بشأن المرتبات أعلى من ذلك”.

الشجاعة مفتاح

رغم أن التفاوض على أول راتب يتقاضاه المرء أمر صعب، فإن الشجاعة تعتبر المفتاح. فبحسب الخبير المهني الألماني يوهانيس فيلبرت “على المهنيين الشباب أن يثقوا بأنفسهم فيما يتعلق بما يقدمونه للعمل منذ البداية”.

ويجب أن يشعر المرء وكأنه على قدم المساواة مع رب العمل وأن يمثل مركزه وفقا لشعار “أنا أمتلك هذه المهارات والكفاءات، وأقدم هذه القيمة المضافة للعمل، فما الذي سأحصل عليه في المقابل؟”.

ويوصي مدرب الارشاد الوظيفي الألماني “يوتي بولكه” بالتحقق من قواعد بيانات الوظائف عبر الإنترنت، من أجل الحصول معلومات كافية حول متوسط الرواتب. وفي حال قدّم المدير المحتمل راتبا أقل من المستوى المعتاد، ينصح بولكه المتقدم للوظيفة بالإشارة إلى هذه الجزئية أثناء المقابلة، وربما يرفض الوظيفة إذا لم يكن هناك مجال للنقاش.

وفي النهاية، هناك خط رفيع جدا يفصل بين عدم طلب القليل جدا أو الكثير جدا، ويعتقد بولكه أن “الأمر كله يتعلق بالمتوسط الذهبي (أي الاعتدال)”.