UTV – الموصل

على امتداد نحو كيلومترين تمتد الواجهة النهرية للموصل القديمة.
على مدى التاريخ صمدت المنطقة بوجه الحروب، لكنها لم تصمد بوجه الفساد وسوء التخطيط، أكثر من 600 دار ومبنى تراثي حولتها آليات الحكومات المحلية المتعاقبة الى أثر بعد عين، رغم قلة أضرارها.
أستاذ الآثار في جامعة الموصل أحمد قاسم يقول، “ما يحدث أعتبره خطأ كبيراً وجريمة ترتقي إلى قتل شخص، وأعدها جريمة بنفس الوقت، هذه جريمة آثارية، لأن محو هوية أو جانب من هوية هذه المدينة التي أعطت للإنسانية أكثر مما أخذت، وتحملت وزر غيرها”.
وبعد خمس سنوات على تجريف الواجهة النهرية عقدت بلدية الموصل اجتماعا لاختيار تصاميم جديدة لإعادة اعمارها مجددا وفق الطراز المعماري القديم الذي شيدت به أول مرة، فيما ستتولى منظمة اليونسكو إعادة الكنائس والجوامع التراثية المطلة على النهر.
يؤكد مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو أنه “لم يتم التطرق إلى شراء منزل أو استملاكه لحد الآن، لدينا أملاك وعقارات عائدة للدولة، ولدينا كورنيش وأعمال إنشائية وبنية تحتية، نريد أن نضع الصورة النهائية ونبدأ مباشرة بمشاريع البنى التحتية التي تشمل الكهرباء والمجاري والكورنيش والطرق وبعد ذلك يتم التعامل معها”.
ويضم التصميم الجديد للواجهة النهرية نحو 300 دار تراثية ومرسى للزوارق، إضافة إلى كورنيش صغير يمتد على امتداد الواجهة النهرية، فضلا عن سوق للمهن التراثية التي اشتهرت بها الموصل مع مراعاة العمارة الموصلية القديمة، فيما سيتولى المكتب الاستشاري الهندسي لجامعة بغداد تنفيذ المشروع.
أما صالح مهدي وهو أستاذ العمارة في جامعة بغداد فيؤكد أهمية خصوصية المنطقة، وبدونها لا يمكن العمل كما السابق، مثل نقشات البيوت بموادها الإنشائية، أو حتى شكل الزقاق”.
وعملت حكومة نينوى المحلية على تأمين مبالغ إعمار الواجهة النهرية من حصة الاموال المجمدة التي استعادتها من بغداد، على أن تصرف بعد الاعلان الرسمي لعملية الإعمار.

تقرير: قاسم الزيدي