لا شك أن الأجهزة الرياضية تتيح المحافظة على منسوب اللياقة بدرجة مناسبة، ولكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الالتزام بمعايير السلامة العامة بما لا يؤثر على الركبة بغضاريفها وأربطتها، فما تأثير الإفراط في استخدام تلك الأجهزة؟ وما المضاعفات المحتملة؟
يؤكد العميد الدكتور مالك غنيمات مدير مركز التأهيل الملكي في الخدمات الطبية الملكية الأردنية ومستشار الطب الرياضي وتنظير المفاصل على أهمية التأكد من سلامة الأجهزة قبل استخدامها، ومراعاة استخدامها لمدة تتناسب مع قدرة تحمل الشخص، لضمان تجنب الإصابات الرياضية عموما والركبة خصوصا.
وأضاف غنيمات أنه في حال الاستخدام المفرط للأجهزة الرياضية وخصوصا جهاز المشي، فإن ذلك يعجل حصول مضاعفات تتعلق بسطح مفصل الركبة وتآكله، بشكل يفوق المعدل الزمني الطبيعي، إذ إن كل شيء يتجاوز حده يؤدي لحدوث مضاعفات، وكذلك جهاز المشي، في حال استخدام جهاز غير مناسب ولمدة غير مناسبة فإن ذلك يعجل تآكل مفصل الركبة.
,يقول الدكتور غنيمات إن جهاز المشي يزيد من الضغط المرتد على مفصل الركبة، وهذا الضغط يعجل من تآكل المفصل، وعليه لا بد من التأكد من عدة أمور قبيل استخدام جهاز المشي، منها التأكد من أن سماكة شريط الجري مناسبة للتمرين، فالأجهزة ذات شريط الجري قليل السماكة تزيد من الضغط على مفصل الركبة.
وتابع أنه يجب التأكد من فاعلية نوابض امتصاص الضغط الموجودة أسفل شريط الجري، وعدم تجاوز مدة الجري عن نصف ساعة يوميا للمبتدئين، وساعة للرياضيين المتمرسين.
قدم الدكتور طارق الخطيب أخصائي الطب الطبيعي والتأهيل نصائح لتجنب الإصابة وتحقيق أقصى فائدة من جهاز المشي، تشمل استشارة الطبيب قبل بدء أي نشاط رياضي لمن يعانون من مشاكل صحية مثل ضغط الدم المرتفع، أو مشاكل القلب أو الجهاز التنفسي، أو الألم المزمن في المفاصل، بالإضافة للتدرج في التمارين حتى لا يتعرضوا لإصابات أو تعب زائد.
وتابع الخطيب بضرورة ارتداء الملابس المناسبة المريحة التي تسمح بالحركة وتساعد على تخفيف العرق، واستخدام الأحذية المناسبة التي تدعم القدم وتوفر الراحة والتوازن أثناء المشي، وشرب الماء بانتظام خلال ممارسة التمارين على جهاز المشي لتجنب الجفاف والتعب، كذلك عدم الإفراط في الممارسة والحرص على أخذ فترة استراحة، والتنفس بشكل صحيح.
يؤكد الدكتور الخطيب أن جهاز المشي يعد أقل تأثيرا على المفاصل، وبالتالي فهو يخفف من الضغط على الركبة ويقلل من خطر تفاقم الإصابات السابقة، ويسمح لكبار السن ولأولئك الذين يعانون من الإصابات، بممارسة التمارين بشكل مريح وآمن، دون الحاجة لتحمل الضغط العالي الذي يرتبط ببعض التمارين الرياضية الأخرى.
ومع ذلك، يشدد على الأشخاص الذين يعانون من إصابات سابقة في الركبة، استشارة الطبيب قبل البدء في ممارسة التمارين على جهاز المشي، واتباع بعض النصائح الخاصة بالركبة، مثل استخدام الأحذية المناسبة، وتدريج الزيادة في شدة التمارين.
يرى الدكتور الخطيب أن الأجهزة الرياضية يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، لأن التمارين الرياضية قد تساعد في زيادة كثافة العظام وتقويتها.
ومن الأجهزة الرياضية التي يمكن أن تستخدم لهذا الغرض، وفق الخطيب، جهاز المشي الذي يمكن أن يساعد في تحسين كثافة العظام، والدراجة حيث يمكن استخدامها لتمرين العضلات وزيادة الكثافة العظمية، كذلك الأجهزة المتخصصة في تقوية العظام، ومنها أجهزة تستخدم تقنية الاهتزاز أو الضغط لزيادة كثافة العظام.
ونوه إلى ضرورة استشارة الطبيب لمن يعانون من الهشاشة قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية، واتباع النصائح الخاصة بتمارين العظام المناسبة، وتجنب التمارين الرياضية التي تتسبب في الإصابة أو تفاقم الحالة.