UTV – البصرة

هي لحظة تقارب بعد توتر في العلاقات التركية العراقية، أسّست لمسار جديد تلاقت فيه مصلحة أنقرة وبغداد، وعقب زيارة السوداني الأخيرة لبلاد الأناضول، انعكس التعاون الثنائي بين الجارين نشاطا اقتصاديا متناميا بلغ ميزانه التجاري حوالي عشرين مليار دولار، فضلا عن توسعة حجم الاستثمارات بقطاعات متعددة.
يقول عضو مجلس إدارة هيئة استثمار البصرة المثنى نائل إن “الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا، عززت العلاقات التركية العراقية، ومهدت الطريق لفتح آفاق جديدة من الاستثمارات، وشجعت المستثمر التركي للمجيء من خلال شريك عراقي أو بصورة مباشرة، ومستوى التبادل التجاري حاليا بين العراق وتركيا وصل إلى 20 مليار دولار سنويا، وهذا رقم يمثل علامة مفرحة في نهوض الاستثمارات والصناعات”.
“دوغان ترهان ” مستثمر تركي دشّن مشروعه حديثا في البصرة لأهميتها الاقتصادية شأنها شأن المدن الكبرى في العالم، ويقول إن ما شجعه على ذلك كغيره من أصحاب الشركات التركية ورجال الأعمال التسهيلات والاستقرار الأمني النسبي، وتنشط تجارة الأتراك هنا في الألبسة والأغذية، فضلا عن قطاعات الصناعة والصحة والنفط والموانئ.
يضيف دوغان، “أشجع المستثمرين الأتراك أن يفتتحوا أفرع لشركاتهم في البصرة، بالنسبة لي أدير شركة عالمية في مجال صناعة الألبسة، ولديها أفرع في دول العالم، قررت أن أفتح فرعا لنا في البصرة، بعد التسهيلات التي حصلنا عليها، أتوقع أن يزداد النشاط التجاري بين تركيا والعراق بتدشين ما نسميه في تركيا بطريق الحرير”.

القفز على تراكمات الماضي الذي حكمته المصالح بين الجارين، لا يعني أن بغداد حسمت جميع الملفات العالقة وتغاضت عن أزمة الجفاف، حيث تؤكد الحكومة أن تركيا زودت العراق بحصص مائية جيدة بعد زيارة رئيسها لأنقرة مؤخرا.
وزير البيئة نزار آميدي يقول إن “رئيس الوزراء زار الجارة تركيا وهناك مفاوضات خلصت إلى الحصول على حصص مائية جديدة إلى حد ما، والمفاوضات مستمرة للحصول على الحصص العادلة للعراق”.
كما أن موانئ جيهان التركية مثّلت ممرا للنفط العراقي المصدّر من إقليم كردستان، فإن طريق الحرير المرتقب الممتد من البصرة إلى تركيا يعد جسرا تجاريا سيخدم دول المنطقة بأسرها ويقرّب المسافات أكثر بين بلاد السلاطين وبلاد النهرين.
تحت مظلة المصالح الاقتصادية، العلاقة بين أنقرة وبغداد مرشحة لمزيد من التعاون الثنائي، وهذه العلاقة قد تنتقل إلى مرحلة أفضل مع إطلاق تركيا كامل حصة العراق المائية إليه برأي محللين.

تقرير: سعد قصي