لكن خلفه حاييم وايزمان عقد لقاءً مع آرثر بلفور عام 1904 والذي كان رئيساً للوزراء في بريطانيا آنذاك، وقد استطاع هذا الأخير دفع قضية اليهود إلى البرلمان، وإلقاء خطابات عاطفية تحدثت عن ضرورة تقييد موجة هجرة اليهود الفارين من الإمبراطورية الروسية إلى بريطانيا، تمهيداً للحصول على موافقة لإنشاء وطن مستقل لهم.

وقد استطاع وايزمان أخيراً انتزاع اعتراف بريطاني بمشروعه بعد أن استلم ديفيد لويد جورج منصب رئيس الوزراء عام 1916، وعين بلفور وزيراً للخارجية.

ففي عام 1917، أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، وعده الشهير الذي كان بمثابة حماية ودعم بريطاني للانتهاكات الصهيونية التي بدأت بالتصاعد في فلسطين منذ ذلك الحين.

مقترح الأمم المتحدة لتقسيم الأرض

منذ أن صدر وعد بلفور تزايدت هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين، وبدأ اليهود بشراء الأراضي الفلسطينية في البداية لبناء المستوطنات اليهودية قبل أن يتطور الأمر إلى اغتصابٍ لأراضي الفلسطينيين بحماية بريطانية.

ورداً على تلك الممارسات، قامت عدة ثورات أبرزها الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1935 على يد الشيخ عز الدين القسام، وبعد استشهاده قادها فخري عبد الهادي.

وفي عام 1939، تمكن الانتداب البريطاني من سحق الثورة العربية التي قامت ضد الاحتلال الصهيوني والانتداب البريطاني معاً.

ومع تزايد أعداد الصهاينة وزيادة انتهاكاتهم، أطلقت الأمم المتحدة عام 1947 خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.

في ذلك الوقت كان الصهاينة يسيطرون على 6% فقط من مساحة فلسطين، مع ذلك فقد أعطاهم مقترح الأمم المتحدة نسبة 55% من المساحة.

بالتأكيد رفض الفلسطينيون هذا المقترح، فيما وافق عليه الصهاينة لا سيما وأنه يعطي الشرعية لدولتهم الناشئة التي باتت تُعرف فيما بعد باسم “إسرائيل”.

النكبة الفلسطينية \ مواقع التواصل
النكبة الفلسطينية \ مواقع التواصل

التهجير القسري للفلسطينيين

أما نكبة الفلسطينيين الحقيقية فقد بدأت عام 1948 عندما فرض الصهاينة سيطرتهم بالقوة على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية وطردوا الفلسطينيين من بيوتهم، بينما لم يحرك الانتداب البريطاني ساكناً تجاه الانتهاكات الصهيونية.

وتشير النكبة إلى تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من 20 مدينة ونحو 400 قرية باتت جميعها ملكاً للصهاينة، هذا فضلاً عن المجازر الصهيونية التي راح ضحيتها قرابة  آلاف الفلسطينيين في عملية وصفت على أنها “تطهير عرقي”.

وفي ذات العام، أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها على فلسطين مسلمةً إياها للصهاينة الذين أعلنوا قيام دولة إسرائيل بعد يوم واحد من النكبة.

ويذكر أن المؤرخ والمفكر السوري قسطنطين رزق كان أول من استخدم مصطلح النكبة للإشارة إلى مأساة تهجير الفلسطينيين. وقد أصدر بعد ثلاثة أشهر فقط على إعلان قيام دولة إسرائيل، كتابه “معنى النكبة” باللغة الإنجليزية.

ووفقاً لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني فقد نفذت العصابات الصهيونية خلال النكبة أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفاً، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني. في حين تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال.

ومع وجود ملايين الفلسطينيين اللاجئين حول العالم، باتت نسبة الفلسطينيين اليوم نحو 49.9% من السكان المقيمين في فلسطين، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1%، لكنهم مع ذلك يشغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين.