بعدما كانت تطلعات العائلة البريطانية المالكة أن يمر يوم التتويج بشكل مثالي لا تشوبه شائبة، كانت كل أنظار العالم تقريباً تتبع تفاصيل المراسم المنسقة بعناية، والتي أصبح فيها تشارلز وكاميلا رسمياً الملك والملكة.
وعلى هامش هذا التتويج، كانت هناك المئات من التفاصيل التي تتم مراعاتها بعناية، فكان لمئات الأشخاص دور يلعبونه لإتمام اليوم على أكمل وجه، وقد كان من بين الوجوه اللافتة في مراسم تنصيب ملك بريطانيا الجديد دور بيني موردونت، عضوة البرلمان عن حزب المحافظين.
حيث كانت وزيرة الدفاع السابقة، والمرشحة السابقة لرئاسة حزب المحافظين العام الماضي، مسؤولة عن حمل سيف الدولة طوال مدة التتويج، قبل أن تناول الملك “سيف الولاء” المرصع بالجواهر إعلاناً أنه “يقبل المهمة ويلتزم بواجباته” الملكية، لتكون بذلك هي المرة الأولى التي تقوم فيها امرأة بالدور التاريخي.
دور بيني موردونت اللافت خلال مراسم التتويج
تولت بيني موردونت، البرلمانية المحافظة والرئيس اللورد لمجلس الملك الخاص وزعيمة مجلس العموم، مهمة فريدة من نوعها خلال يوم التتويج، 6 مايو/أيار عام 2023، والتي تُعد جزءاً من تقليد قديم يمتد لقرون.
حيث حملت موردونت “سيف الدولة” التاريخي الذي يعود للقرن السابع عشر في موكب الملك حتى الوصول إلى الدير. قبل أن تستبدله لاحقاً بـ”السيف المدبب” المرصع بالجواهر، وتسلمه إلى رئيس أساقفة كانتربري ليباركه، ثم تناوله للملك تشارلز الثالث إعلاناً بتوليه مهامه الجديدة.
وخلال الطقس الملكي، قامت بيني باستبدال 100 قطعة معدنية من المال المسكوك حديثاً بقيمة 50 بنساً لكلٍّ منها، وتحمل نقوشاً للملك المتوج، مقابل “سيف الولاء” المرصع بالجواهر.
وبحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، فقد استردت السيف التاريخي الذي لا يُقدر بثمن مقابل كيس من العملات المعدنية باللون الفضي، بقيمة إجمالية قدرها 50 جنيهاً إسترلينياً، عند مذبح كنيسة وستمنستر.
وبذلك أصبحت بيني هي أول امرأة في التاريخ تقدم السيف المدبب الذي صُنع خصيصاً لتتويج الملك جورج الرابع عام 1821. وقد بارك رئيس أساقفة كانتربري السيف قبل أن تحمله موردونت إلى الملك وتضعه في يده اليمنى.
وكان السيف محفوظاً في حزام التتويج الذهبي المعروف أيضاً باسم “الحزام حول خصره”، في إشارة للملك.
بعدها خلع الملك السيف مجدداً ضمن تفاصيل التتويج، حيث ناوله إلى عميد وستمنستر الذي وضعه على المذبح. وهنا تسلمت السيدة موردونت السيف بعد أن استبدلته بقيمة المال المقتبسة من التقليد القديم، حيث وضعت العملات النقدية التي تم سكها خصيصاً لهذا التقليد على “صحن الزكاة”، الذي يحتفظ به رئيس الأساقفة.
ثم قامت بسحب السيف وحمله في شكله “العاري” بدون غمده، وسارت به مكشوفاً أمام الملك لبقية المراسم في مشهد يشير إلى أن الملك سيتبع واجباته الملكية منذ تلك اللحظة للأبد، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
دور لافت أثار جدل المتابعين
ولأنه كان على موردونت أن تمسك سيف الدولة، الذي يُحفظ عادة في برج لندن، موجهاً إلى أعلى بزاوية قائمة من جسدها طوال المراسم دون أن تهتز، أعجب الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي بمدى تنفيذها للمهمة دون أن تتململ ذراعاها من وزن السيف.
فغرد الإعلامي البريطاني دان ووكر “يا له من دور يا بيني موردونت، أخيراً ستضعين السيف جانباً الآن، اجعلوها تشارك في الأولمبياد”، في حين رأى آخرون أن دور النائبة المحافظة كان لافتاً للأضواء خلال المراسم، وفقاً لموقع “سكاي نيوز“.
ما قصة هذا التقليد الملكي الغريب؟
أصبح تقليد حمل وتسليم سيف الدولة التاريخي، الذي تم تحديثه بالعملة العشرية التي تم اعتمادها منذ التتويج الأخير قبل 70 عاماً، جزءاً تقليدياً من مراسم تتويج ملوك بريطانيا من القرن التاسع عشر.
وقد أصدرت دار سك العملة الملكية الشهر الماضي عملات تذكارية مصنوعة من النيكل النحاس، بمناسبة التتويج لإتمام هذا الطقس. وصورت العملات المعدنية تشارلز مرتدياً تاج تيودور، وفي خلفيته، يظهر رسم كنيسة وستمنستر فوق تاج الملك.
ويرمز السيف ذو المقبض المرصع بالألماس والياقوت والزمرد والغمد المزين بالورود المرصعة بالجواهر والأعشاب والنباتات إلى “القوة الملكية وقبول الملك لواجباته والتزامه بفضائل الفرسان”، بحسب موقع (itv) البريطاني.