UTV – الموصل

أينما ساد الجهل وجد التطرف، صنوان لا يفترقان، واقع تدركه الموصل المدمّرة بفعل الإرهاب، القادم من خارجها، المندحر تاركا وراءه صور الخراب في مختلف القطاعات، ومن بينها التعليم، ما دفع المؤسسات التربوية والأكاديميين الى التكاتف لمكافحة التطرف وآثاره وعدم السماح بعودته بأي شكل من الأشكال.
مدير منظمة النجدة الشعبية علي عبد الغني قال إن “الشباب هم العنصر الأساسي في المستقبل، وللمحافظة على هذه التركيبة وهذا التنوع الموجود داخل الشباب نحتاج إلى قادة من المعلمين والأكاديميين قادرين على صنع تغيير حقيقي لمواجهة جميع الأفكار المتطرفة في المجتمع”.
جامعة الموصل أخذت على عاتقها الجزء الأكبر من مسؤولية مكافحة الجهل والتطرف والإرهاب عبر مؤتمرات ودراسات مكّنتها من تحقيق نتائج متقدمة في هذا المجال، بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات محلية ودولية لتظفر بكرسي اليونسكو من مجموعة قليلة من جامعات العالم.
أما رئيس جامعة الموصل قصي الأحمدي فإنه يرى أن “الفقر مع الجهل يساوي إرهاب، والغنى مع الجهل يساوي فساد، التدين مع الجهل يساوي إرهاب، إذاً معظم الآفات الاجتماعية تشترك بعامل مشترك واحد، ألا وهو الجهل، جامعة الموصل تعمل مع الجميع وتفتح أذرعها للجميع من أجل أن تكون كل مدننا خالية من الجهل”.
المخاوف من تنامي الفكر المتطرف في المناطق المحررة وضرورة تشجيع وترغيب الشباب على التعليم دفع هؤلاء الأكاديميين لتوحيد الجهود والتعاون سوية لتنفيذ طرائق تعليم متطورة تضمّ سلامة الشباب مستقبلا وسلامة المجتمعات من حولهم.
عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الموصل طارق القصار يؤكد أن “هذه القاعة بالذات كانت واحدة من أدوات نشر التطرف ضمن البرامج التعليمية التي قادها (داعش)، إبان احتلاله المدينة لمدة 3 سنوات، في العلوم السياسية نحن نقول إن التطرف لا يمكن إنهاؤه فقط بالقتال، التطرف هو فكر ويجب أن يكون هناك استراتيجيات وأيدولوجيات لتفكيك الفكر المتطرف”.
المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمؤسسات التعليمية في العراق كانت بوابة إطلاق مشاريع مكافحة الجهل والتطرف، إذ تتلقى دعما محليا ودوليا كبيرين بعد النجاح في وأد هذ الأفكار ومحاربة أسباب نشوئها وانتشارها.

تقرير: محمد سالم