ألقت الشرطة البريطانية القبض على زعيم جماعة ريبابليك المناهضة للملكية وعدد آخر من المحتجين الذين تجمعوا في لندن بين الحشود التي اصطفت على جانبي طريق موكب الملك تشارلز الذي تم تتويجه اليوم السبت ملكا لبريطانيا.
وقالت الجماعة في وقت سابق إنها ستنظم أضخم احتجاج مناهض لملك بريطاني في تاريخ البلاد الحديث. لكن مفوض شرطة لندن مارك رولي حذر أمس الجمعة من أن الشرطة ستتخذ إجراءات إذا حاول أي محتجين “تعكير صفو أجواء المتعة والاحتفال” التي يعيشها عدد كبير من الناس.
ويطالب المحتجون، الذين ارتدوا قمصانا صفراء ليتميزوا بين الحشود، بانتخاب رئيس للدولة ويقولون إن العائلة المالكة لا مكان لها في الديمقراطية الدستورية الحديثة وإن كلفة استمرارها باهظة بإفراط.
وقال متحدث باسم الجماعة إن الشرطة البريطانية ألقت القبض على جراهام سميث زعيم الجماعة صباح اليوم السبت. وجاء ذلك قبل ساعات من تتويج الملك. وأظهرت صورة نُشرت على تويتر، سميث جالسا على الأرض وتحيط به مجموعة من رجال الشرطة.
ولم تؤكد الشرطة اعتقال سميث، لكنها قالت إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص لاشتباهها في تسببهم في إزعاج للعامة وألقت القبض أيضا على ثلاثة أشخاص للاشتباه في حيازتهم أغراضا من أجل التسبب في ضرر للممتلكات، خلال ما وصفتها الشرطة بأنها “عملية كبيرة”.
وقال أحد رجال الشرطة في الموقع بالقرب من ميدان الطرف الأغر إن ثلاثة من دعاة الجمهورية اعتُقلوا بسبب حيازتهم طلاء.
وقالت جماعة ريبابليك إن خمسة من مناصريها اعتُقلوا وإن المئات من لافتاتها صودرت. وقال أحد مصوري رويترز إن عددا من محتجي جماعة (جاست ستوب أويل) “فقط أوقفوا النفط” أُلقي القبض عليهم أيضا.
ورفع بعض المحتجين المناهضين للملكية لافتات مكتوب عليها “خصخصوهم” و”ألغوا الملكية، لا حق الاحتجاج” و”ليس ملكا لي”.
وظهرت على لافتات أخرى صورة ميجان زوجة الأمير هاري ابن الملك تشارلز مصحوبة بكلمات “أميرة الشعب”، وصورة لأسطورة كرة القدم الراحل بيليه مصحوبة بكلمات “حفظ الله الملك”.
واحتشد أغلب المحتجين المناهضين للملكية اليوم السبت في ميدان الطرف الأغر إلى جوار تمثال برونزي للملك تشارلز الأول الذي فُصل رأسه عن جسده عام 1649، مما مهد لقيام جمهورية قصيرة الأجل.
وعلى الرغم من كون المناهضين للملكية أقلية بالمقارنة مع عشرات الآلاف المحتشدين في شوارع لندن لدعم الملك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن مناصرة الملكية في تراجع وأنها في أضعف مستوياتها بين الشبان.
كما كشف استطلاع لشركة يوجوف في الشهر الماضي أن 64 بالمئة من شعب بريطانيا مهتمون اهتماما ضئيلا أو غير مهتمين إطلاقا بالتتويج. وارتفعت النسبة إلى 75 بالمئة بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
ومع ذلك تشير الاستطلاعات إلى أن غالبية السكان لا تزال تريد العائلة المالكة.
ويقوم أكثر من 11 ألف رجل شرطة بدوريات لتأمين مراسم التتويج، وهي أكبر حدث احتفالي رسمي يقام في العاصمة البريطانية منذ 70 عاما.