UTV – ديالى
يمرح أطفال أمام منازلهم من دون دراية بما ينتظرهم في المستقبل، فمعظمهم لم يسجلوا في المدارس على الرغم من استحقاقهم ذلك، فما تعيشه أسرهم من فقر وحرمان في العشوائيات على مشارف بعقوبة يمنعها من توفير احتياجات تعليم أبنائها.
يقول حيدر النعيمي، أحد سكان العشوائيات، لـUTV إن “أغلب أطفالنا يتركون المدارس بسبب الحالة المالية الصعبة. اليوم الأب لا يستطيع إيصال ابنه إلى المدرسة بسبب تردي الوضع المعيشي”.
حرمان أطفال سكان العشوائيات من الخدمات والتعليم والرعاية الصحية حولهم إلى فريسة للفقر والأمراض والجهل، إذ تقول مفوضية حقوق الإنسان إن معدلات الأمية تتجاوز 40 بالمئة بين سكان العشوائيات.
ويقول صلاح مهدي، مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ديالى، لـUTV إن “أطفال العشوائيات لا يتمتعون بما يتمتع به أقرانهم، لأن هذه العشوائيات خارج التصميم الأساسي للمدن ولم تدخل ضمن حيز الخدمات المقدمة من دوائر الصحة والبلدية. لا يمكن إنشاء مدارس أو مراكز صحية أو أي بنى تحتية فيها”.
المخاوف الصحية والتعليمية ليست الوحيدة التي تواجه الأطفال، فواقع سكان العشوائيات قد يدفع كثيرا منهم مستقبلا إلى الانخراط في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم، ومنها غير قانونية بحسب ناشطين.
ويقول هيثم رائد، ناشط في مجال حقوق الإنسان، لـUTV إن “من الضروري الاهتمام بتوفير حق التعليم لأطفال المناطق العشوائية، فهو حق تمكيني يفضي للتمتع بالحقوق الأخرى. يُخشى في غياب البرامج التأهيلية والتعليمية من انخراط الشباب نتيجة الفراغ والتسرب المدرسي في التورط بأمور سلبية منها الجنوح للإجرام أو المخدرات”.
ويضطر عشرات من سكان وأطفال العشوائيات إلى امتهان التسول، فيما تصف منظمات المجتمع المدني، هذه الشرائح بالمهمشة وتؤشر ضرورة الاهتمام بها لتأهيلها ودمجها بشكل فاعل في المجتمع.
تقرير: علي العنبكي