تؤكد استشارية الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة ميسم عكروش أن الصيام يعتبر فترة استراحة للجهاز الهضمي، إذا ما تم التعامل مع الإفطار بالطريقة الصحيحة، وهو إجازة للجسم من السموم والأذى مثل التدخين وتخمة الأطعمة وكثرتها.
وتضيف أن الانطلاق المفاجئ في العودة للعادات القديمة، بعد انتهاء فترة الصيام وبدء الأعياد، عن طريق الإكثار من الأطعمة والخلط بين الأنواع المختلفة، والمنبهات والتدخين، هي من المسببات الوجيهة لتفاقم التخمة وعسر الهضم والحرقة والارتداد المريئي، كذلك اضطراب حركة الأمعاء ما بين الإسهال والنفخة المعوية وآلام البطن، لأن المعدة والأمعاء تكون قد اعتادت الاستراحة الوظيفية خلال فترة الصيام.
توضح الدكتورة عكروش أنه خلال فترة الأعياد تكثر الأطعمة الدهنية والدسمة والحلويات، والأغذية المحضرة خارج المنزل بزيوت مشبعة وسكريات، مما يضر بالمعدة والأمعاء، ويبطئ عمل المرارة والبنكرياس، ناهيك عن الإكثار من المشروبات الغازية والأكل المتأخر ليلا، وكلها تشكل عبئا على الجهاز الهضمي بكافة مكوناته.
ولتجنب حدوث عسر الهضم والاضطرابات الهضمية بالعيد، تنصح باتباع الطرق الصحية السليمة المعتمدة، والموصى بها عالميا، مثل تناول وجبات متنوعة وقليلة الكمية، وشرب السوائل الصحية بكثرة كالمياه والعصائر الطبيعية والمشروبات الساخنة، وعدم تناول أي وجبات متأخرة ليلا قبيل النوم، كما تنصح بالأكل 3 ساعات على الأقل قبل وعد النوم.
وتدعو الدكتورة عكروش إلى الابتعاد عن التدخين واعتبار شهر رمضان مقدمة للإقلاع عن هذا السلوك المضر، والالتزام بمواعيد العلاجات المستخدمة عادة لأي أمراض وفقا لنصائح الأطباء، وممارسة الرياضة حتى لو عن طريق المشي والحركة أو السباحة وممارسة بعض الألعاب المحببة.
تدعو الدكتورة عكروش إلى عدم الخلط بين الكثير من الأكلات، وعدم الإكثار من الحلويات وعدم تناول الفاكهة مباشرة بعد الوجبة الرئيسية.
كما تنصح بمضغ الطعام جيدا والإكثار من السوائل والخضروات المفيدة، ومن شرب الأعشاب كالنعناع والشومر.
واعتبرت عكروش أنه لا بد من اتباع أساليب السلامة الصحية في الغذاء، وممارسة الطقوس الاجتماعية المتبعة في مواسم الأفراح والأعياد لكن دون مغالاة، ليكون الصيام حقق فوائده باعتباره فترة تأهيل للبدء بنمط حياة سليمة.