تكتنز مكتبة الكونغرس الأمريكية موروثاً ثقافياً عربياً وإسلامياً ضخماً ونادراً، وهو يقدم رحلة إلى تاريخ المنطقة وإنتاجها العلمي والأدبي والفني من القرن السابع ميلادي حتى يومنا هذا.
وقال متحدث باسم المكتبة لقناة الحرة، إن قسم الشرق الأوسط يمتلك مخطوطات بـ35 لغة، وتعد أكبر مجموعاته المجموعة العربية.
كتب عربية في مكتبة الكونغرس
وتحتوي المجموعة العربية على نحو 400 ألف كتاب، وألفي مخطوطة من القرن السابع الميلادي إلى القرن التاسع عشر.
وتشمل هذه الممتلكات الطب والعلوم والدين والأدب والفلسفة.
ومن المخطوطات التي تمتلكها مكتبة الكونغرس بعض أعمال ابن سينا، إلى جانب مخطوط عن النفط من القرن الرابع عشر، يعدد فوائد النفط قبل أن يتم اكتشافه بقرون.
في علم الفلك، تملك المكتبة مجموعة للعالم عبد الرحمن بن عمر الصوفي، منها “صور الكواكب الثمانية والأربعين” من القرن العاشر الميلادي، وكتاب التاريخ لزين الدين عمر بن المظفر ابن الوردي، وخريطة العجائب.
وتأسس قسم الشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس عام 1945، عندما بدأت بجمع المقتنيات العربية من منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية، عندما ظهرت أمريكا كدولة كبرى وأبدت اهتمامها بالمنطقة لأسباب سياسية واقتصادية.
كما تمتلك نسخة مترجمة من القرآن اشتراها الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون العام 1765، والذي خرج لأول مرة من المكتبة ليتم عرضه ضمن فعاليات إكسبو دبي 2020.
ومن مقتنياتها رقعة قرآنية بالخط الكوفي من القرن الثامن الميلادي، ومخطوطة لقصيدة البردة لمحمد بن سعيد البوصيري التي كتبها في مدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
ويوجد كتاب “قبس الضوء في الحساب” لعبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي والذي يرجع تاريخه إلى 1589.
يتضمن الكتاب عمليات الضرب للأرقام الصحيحة والكسرية، ويهدف إلى تبسيط وإبراز محتواه الرياضي بشكل بلاغي في صورة قصيدة شعرية مع الأخذ في الحسبان نهجه العلمي.
يترأس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حالياً الباحثة في الدراسات الثقافية وتمثيل النساء السود في الفن والأدب والسينما الدكتورة لانيسا كتشينر.
تاريخ مكتبة الكونغرس
تأسست المكتبة في عام 1800 بعدما وقَّع الرئيس جون آدامز على قانون نقل مقر الحكومة من فيلادلفيا إلى العاصمة الجديدة واشنطن.
خصص الكونغرس آنذاك مبلغ 5 آلاف دولار لتشييد المكتبة في مقر الكونغرس نفسه.
في عام 1814 أحرقها الجنود الإنجليز، فقدم الرئيس توماس جيفرسون مكتبته الخاصة للتعويض عن الكارثة.
في عام 1815، كانت المكتبة تقتني 6487 كتاباً.
إلا أن حريقاً ثانياً ألمَّ بها في العام 1851 بسبب أحد المداخن، تسبب في حرق ما يقرب من 35 ألف كتاب من إجمالي 55 ألفاً.
تم بناء جناح جديد للمكتبة في عام 1853، قبل أن تفتح أبوابها للجمهور لأول مرة، عام 1879.
تضم المكتبة حالياً أكثر من 180 مليون مادة بأكثر من 470 لغة، وتعمل بصورة دائمة على نقلها إلى الصيغ الإلكترونية.
التعاون مع مصر
اختارت مكتبة الكونغرس مصر لتفتتح مكتباً لها هناك؛ لمد جسور التعاون، بهدف أرشفة الإنتاج الفكري والفني للمنطقة.
ولعبت مكتبة الإسكندرية دوراً محورياً في تأسيس أكبر مكتبة رقمية عالمية، والتي أطلقتها من منظمة اليونسكو بالتعاون مع مكتبة الكونغرس وجهات علمية أخرى من باريس. تتيح المكتبة لمستخدميها الاطلاع على كنوز العالم المعرفية عبر الأرشيف الإلكتروني.
وتمتلك مكتبة الكونغرس مكتباً في القاهرة، هو واحد من 6 مكاتب خارجية يديرها قسم عمليات التزويد الإفريقية/الآسيوية والعمليات الخارجية.
تقوم هذه المكاتب بشراء وفهرسة وحفظ وتوزيع مواد المكتبات والبحوث من البلدان التي لا تتوافر فيها هذه المواد بشكل أساسي من خلال طرق الاقتناء التقليدية.
أما المكاتب الأخرى فتتوزع على الشكل التالي: إسلام آباد وجاكرتا ونيروبي ونيودلهي وريو دي جانيرو.