عبرت 42 طائرة عسكرية صينية الخط الأوسط الحساس لمضيق تايوان اليوم السبت، إذ بدأت الصين مناورات حول تايوان مدفوعة بالغضب من اجتماع الرئيسة التايوانية تساي إينج وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي.

كانت التدريبات التي تستمر ثلاثة أيام، والتي أُعلن عنها غداة عودة تساي من زيارة للولايات المتحدة، متوقعة على نطاق واسع بعد أن نددت الصين باجتماعها يوم الأربعاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس انجليس.

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي جزءا من أراضيها، ولم تتورع أبدا عن استخدام القوة لوضع الجزيرة تحت سيطرتها. وتعارض حكومة تايوان بقوة مطالب الصين.

كما جاء إعلان بكين بعد ساعات فقط من زيارة قادة أوروبيين كبار للصين.

وأعلن جيش التحرير الشعبي الصيني أنه بدأ دوريات جاهزية قتالية وتدريبات تحمل اسم “السيف المتحد” حول تايوان، بعد أن أوضح أنها ستكون في مضيق تايوان وإلى الشمال والجنوب والشرق من تايوان “كما هو مزمع”.

وذكرت القيادة الميدانية الشرقية بالجيش الصيني أن المناورات “تحذير جدي للانفصاليين التايوانيين” بسبب “تواطؤهم مع قوى خارجية”. وأضافت أن المناورات “ضرورية للحفاظ على سيادة الوطن وسلامة أراضيه”.

وقالت وزارة الدفاع في تايوان صباح اليوم السبت إنها رصدت 42 طائرة عسكرية صينية وثماني سفن عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان.

وذكرت الوزارة في بيان إن الصين تستخدم زيارة تساي للولايات المتحدة “كذريعة لإجراء مناورات عسكرية، مما يلحق ضررا خطيرا بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.

وأضافت أن الجيش سيرد بهدوء وعقلانية وجدية وسيبقى حارسا ومراقبا وفقا لمبادئ عدم التصعيد ولا الخلافات للدفاع عن السيادة الوطنية والأمن القومي”.

 

ولم توسع المناورات الشعور بالخطر في تايوان، إذ اعتاد الناس منذ فترة طويلة على التهديدات الصينية.

وهددت الصين برد انتقامي غير محدد في حال عقد اجتماع تساي مع مكارثي، ثالث أعلى مسؤول في الولايات المتحدة. وأجرت بكين مناورات حربية حول تايوان، بما في ذلك إطلاق صواريخ بالذخيرة الحية، في أغسطس آب بعد أن زارت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك تايبه.

وقال مسؤول تايواني كبير مطلع على التخطيط الأمني في المنطقة لرويترز إن الطائرات عبرت الخط الأوسط لفترة وجيزة فقط، بينما عادت السفن أدراجها بالفعل، على عكس ما حدث في أغسطس آب عندما وقعت مواجهات بين سفن البحرية من الجانبين.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، أن الوضع كان “كما هو متوقع” وقابل للتعامل معه، مشيرا إلى أن حكومة تايوان تدربت على تصورات مختلفة للرد.

ورأى مراسلو وكالة رويترز في منطقة ساحلية بالقرب من فوتشو، في الجهة المقابلة من جزر ماتسو التي تسيطر عليها تايوان، سفينة حربية صينية تطلق قذائف على منطقة تدريب على الساحل الصيني، في إطار مناورات أعلنت عنها الصين في وقت متأخر أمس الجمعة.

وقالت تساي، التي استضافت مأدبة غداء اليوم السبت لوفد من النواب الأميركيين على رأسه برئاسة مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنها تتطلع إلى تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.

وأضافت “أود أن أكرر أن شعب تايوان يحب الديمقراطية ويسعى إلى السلام”، دون الإشارة مباشرة إلى المناورات في تصريحات أمام كاميرات التلفزيون.