في المنتصف من شهر رمضان من كل عام، يحتفي الأطفال في العديد من الدول الخليجية والعربية بمناسبة “القرقيعان” أو “القرنقعوه”، وهي اليوم الذي تم تطويره كتشجيع ومكافأة لهم لصيام نصف رمضان، وتحفيزاً لهم لاستكمال صيام الباقي من الشهر.

حيث توافق ليلة “القرنقعوه” أو “القرقيعان” منتصف شهر رمضان من كل عام، وتعتبر المشاركة في هذه الفعالية التراثية عادة مهمة تناقلتها الأجيال منذ عقود طويلة، ويقوم فيها الأطفال بشكل أساسي بارتداء الملابس التقليدية والتجول على المنازل بعد الإفطار مع أكياس قماشية ملونة لجمع الحلوى والهدايا.

وبسبب قيمته التاريخية، تحرص مختلف مؤسسات الدول الخليجية على المشاركة بالاحتفال، فتنظم الفعاليات والحفلات لإحياء الموروث الشعبي، وللتعريف بالعادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة لشعوب منطقة الخليج.

“القرنقعوه” أو “القرقيعان”.. تقليد موروث منذ القدم

الأطفال يطوفون منازل الأحياء وهم يغنون أهازيج خاصة باليوم التقليدي، كما يرددون بعض الأدعية لأهالي البيوت والمساكن المجاورة.

حيث يقفون عادة في حوش منازل الجيران، ويقومون بتمجيد صاحب البيت أملاً في نيل الحلوى، مرددين: “قرنقعوه قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة”.

يعود سبب تسمية الاحتفال بهذا الاسم نسبة إلى عبارة “قرة العين في هذا الشهر”، ويقال إنه بمرور الزمان تحورت الكلمة وأصبحت “القرنقعوه”، كذلك يُقال إن الكلمة تطورت نسبة لقرع الأطفال للأبواب في هذا اليوم.

استعدادات خاصة لليلة القرنقعوه أو القرقيعان

وعادة ما تستعد الأسر الخليجية قُبيل ليلة النصف من رمضان، وعلى مدى أيام 13 و14 و15 من رمضان، بتحضير سلال كبيرة تكون ممتلئة بالمكسرات والحلوى بأنواعها، وبعض الهدايا الخاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 12 عاماً تقريباً.

وباختلاف الدول تختلف الأهازيج والمسميات لهذه المناسبة الخاصة، فيتم تسمية هذه المناسبة في قطر مثلاً بـ”القرنقعوه”، وفي البحرين “القرقاعون”، ويطلق عليها أهل سلطنة عمان “القرنقشوه”، وتسمى في الكويت والجانب الشرقي من السعودية “القرقيعان” ويطلق عليها في العراق “كركيعان”، أما في دولة الإمارات، فتُسمّى “حق الليلة”. كما تسمى في بعض المناطق بأسماء أخرى مثل: القرنقشوه، القرقاعون، الناصفة، حل وعاد، الكريكشون، ليلة المولد، ليلة الطلبة، ليلة النافلة وغيرها.

حيث يخرج الأطفال في ليلة “القرنقعوه” أو “القرقيعان” مرتدين الملابس التقليدية الخليجية، حيث يرتدي الأولاد الثياب البيضاء الجديدة و”القحفية”، وهي طاقية مطرزة بخيوط فضية، كما يرتدي بعض الأولاد “السديري” المطرز التقليدي، وهو رداء شعبي يوضع على الثوب، ويتدلى حتى الخصر.

أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية “الثوب الزري” المزخرف بالألوان، والمطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضاً “البخنق” لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب وضع بعض الحلي التقليدية الذهبية المزينة بالأحجار الملونة.

وتكون الأكياس والحقائب التي يحملها الأطفال عادة في هذه الليلة أشبه بـ”المخلاة”، أو الخرج، وهو الكيس الذي يعلق في العنق ويتدلى منه، ويُصنع عادة من القماش، وفي بعض المناطق من الجلد.