احتدمت المعارك في مدينة باخموت وحولها وسخرت كييف من حديث روسيا عن سيطرتها الكاملة على المركز الإداري للمدينة التي تقع في شرق أوكرانيا قائلة إن القوات الروسية رفعت راية النصر على “مراحيض”.
وستنضم فنلندا في وقت لاحق اليوم الثلاثاء لحلف شمال الأطلسي أي بعد ما يزيد قليلا عن عام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. ويأتي ذلك في جزء منه ردا على ما تصفه روسيا بتوسع قوي لحلف شمال الأطلسي صوب الشرق. وتمتد الحدود بين فنلندا وروسيا لمسافة 1300 كيلومتر.
وأصبحت معركة السيطرة على باخموت من أكثر المعارك دموية في الصراع وكبدت الجانبين خسائر فادحة كما دمرت المدينة إلى حد بعيد.
وأعلن يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يوم الأحد أن قواته رفعت العلم الروسي على المبنى الإداري في وسط المدينة لكن جنودا أوكرانيين ما زالوا يحتفظون ببعض المواقع في غربها.
لكن الجيش الأوكراني استخف بهذا الزعم وقال إن القتال ما زال مستمرا حول مبنى مجلس المدينة وفي بلدات أخرى مجاورة.
وقال سيرهي تشيريفاتي المتحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية الشرقية لرويترز عبر الهاتف “باخموت أوكرانية ولم يستولوا على أي شيء وهم بعيدون جدا عن تحقيق ذلك”.
وأضاف “لقد رفعوا العلم على مرحاض من نوع ما. ألصقوه بجانب مكان ما وعلقوا قطعة قماش وقالوا إنهم استولوا على المدينة. حسنا، لندعهم يعتقدون أنهم استولوا عليها”.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان مسائي إنها صدت 45 هجوما روسيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية وإن باخموت هي “مركز العمليات” إلى جانب مدينتي أفدييفكا ومارينكا إلى الجنوب.
بانتظار الأوامر
قال قادة بالجيش الأوكراني إن هجومهم المضاد، الذي سيكون بدعم من دبابات وعتاد عسكري وصلهم مؤخرا من الغرب، سيُنفذ في وقت قريب لكنهم أكدوا على أهمية الصمود في باخموت وتكبيد الجانب الآخر الخسائر في الوقت الراهن.
وقال جندي يبلغ من العمر 35 عاما من كتيبة دبابات قرب باخموت “الناس مستعدون للهجوم المضاد. كل ما ننتظره هو الأوامر بالتقدم وتفاصيل الاتجاه الذي سنتقدم صوبه.. باخموت أم سوليدار أم أي مكان آخر”.
وقالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء إن روسيا أطلقت 17 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد لمهاجمة أوكرانيا وأن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 14 منها.
وقال يوري كروك رئيس الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود إن المنطقة تعرضت لهجمات بعدد من الطائرات المسيرة مما أسفر عن أضرار لكنه لم يحدد حجمها.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك في بيان إن أربعة مدنيين قُتلوا وأصيب ثلاثة في منطقة من دونيتسك لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب بمحاولة الوقيعة بين روسيا والصين ومحاولة إفشال قمة روسية مزمعة مع الدول الأفريقية كما قال إن موقف الاتحاد الأوروبي العدائي مع موسكو يعني أن التكتل “خسر” روسيا.
وقال رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين إن أيادي قادة الغرب ملطخة بالدماء لدعمهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وإن ذلك الدعم أدى لوجود “دولة إرهابية” في قلب أوروبا.
ومن المقرر أن يرحب حلف شمال الأطلسي بانضمام فنلندا لعضويته لتصبح الدولة رقم 31 في التحالف العسكري وذلك ضمن مراسم لرفع العلم في مقره على مشارف بروكسل.
وقالت روسيا إنها ستعزز من قدراتها العسكرية في مناطقها الغربية والشمالية الغربية ردا على ضم فنلندا للحلف