جميعنا نعلم أنه لا يتعين على الأطفال الصيام في شهر رمضان المبارك، حتى يصبحوا قادرين على ذلك، ولكن في كثير من الأحيان، نرى أطفالاً يرغبون في الصيام عندما يرون إخوانهم الأكبر سناً أو آباءهم صائمين، ولا شك أن هذا الأمر يعتبر إيجابياً، إذ يمكن من خلاله مساعدة طفلك على الاعتياد على الصيام مبكراً.
ولكن ما الطرق الأفضل لجعل طفلك يعتاد على الصيام من دون أن يؤثر ذلك على صحته؟
صيام العصافير للأطفال
يسبب الصيام لساعات طويلة مشاكل صحية للأطفال، لاسيما أن أجسامهم وصحتهم لا تكون مهيأة بعد، ولذلك اخترع الآباء ما يسمى “صيام العصافير”.
ففي الوقت الذي لا يمكنك أن تقول لطفلك الراغب بالصيام “لا”، فإن بإمكانك أن تعلمه “الصيام التدريجي” كأن يصوم طفلك مثلاً من أذان الفجر وحتى أذان الظهر، وبعدها بأيام بإمكانه مثلاً الصيام حتى أذان العصر.
وستكون أجسادهم قادرة على التأقلم مع عدم تناول وجبات الطعام بسهولة إذا تم تعريفهم بالصيام لفترات وجيزة من الوقت وزيادة طول الوقت تدريجياً.
ويطلق على هذه الحيلة اسم “صيام العصافير” لجعل أطفالك يشاركون بالأجواء الرمضانية، وتحافظ على صحتهم، وفي نفس الوقت تجعلهم يبدأون الاعتياد على الصيام.
تناول الطعام بكميات أقل من المعتاد
أما في حال كان طفلك قد وصل إلى سن الصيام، فمن الأفضل أن تبدأ بتعويده قبل حلول شهر رمضان المبارك، من خلال تقليل كمية الطعام، وجعله معتاداً على تناول وجبات أصغر طوال اليوم لمساعدته على التحكم في إغراء تناول وجبات كبيرة خلال رمضان.
وفي الأيام التي تسبق الصيام، اجعله يقلل تدريجياً من استهلاك الملح والسكر؛ لأن ذلك يزيد العطش والرغبة الشديدة، ولا تقلل من هذه الأشياء فجأة لأنها قد تؤدي إلى الصداع وآلام المعدة والشعور العام بعدم الراحة.
الأطعمة الأفضل للأطفال الصائمين
ووفقاً لما ذكره مركز آدم وحواء الطبي التخصصي فإنه ينصح بالأطعمة التالية للأطفال الصائمين للحفاظ على صحتهم:
وجبة السحور للأطفال
يجب أن تلبي وجبة السحور، الوجبة الأولى قبل بدء صيام اليوم، مطالب الطفل حتى يحافظ على مستويات طاقته طوال فترة الصيام، وأيضاً يجب أن تساعد أيضاً في إخماد العطش وتسريع عملية الهضم، لذلك أطعم طفلك هذه الأطعمة: (البيض والخبز والجبن والتمر والفواكه المجففة الأخرى والفواكه الطازجة والزبادي والحليب).
وهي جميعها خيارات جيدة لوجبة تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والألياف.
وجبة الإفطار للأطفال
بالنسبة للإفطار، يوصى بهذه الوجبات: للبدء، حبتين من التمر وكوب من الماء، قبل البدء في تناول الوجبة الرئيسية، كما يجب استهلاك السلطات والفواكه بكميات كبيرة لتعويض نقص السوائل خلال النهار، وبالطبع فهي غنية بالعناصر الغذائية الضرورية.
ما بين الإفطار والسحور
أهم التوصيات الغذائية لما بين وجبتي الإفطار والسحور هو الماء ومن ثم الماء ومن ثم الماء، لأنه يعتبر أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على رطوبة الطفل، وأيضاً الإكثار من الفواكه والعصائر ومخفوق الحليب.
تأكد من ابتعاد أطفالك عن هذه الأطعمة والعادات
بعض الأطعمة يمكن أن تجعل طفلك الصغير يشعر بالعطش أكثر من المعتاد ويستنفد طاقته.
من المحتمل أيضاً أن يؤدي التغيير السريع في عادات الأكل إلى تهيج معدته، ولذلك تأكد من أن طفلك يتجنب الأطعمة المالحة أو المقلية أو الدهنية التي يمكن أن تجعله يشعر بالعطش.
وبالمثل ، فإن الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار سيكون أكثر من اللازم على معدته في وقت واحد، وبدلاً من السماح له بتناول عشاء كبير دفعة واحدة، قسّمه إلى وجبتين حتى لا تثقل أجهزتهم الهضمية كلها مرة واحدة.
أما الحلويات بعد الصوم فقد تتسبب في تذبذب مستويات السكر في الدم، لهذا السبب، انتظر من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الإفطار لإطعامه أي حلويات على الإطلاق.
كما يجب تجنب تناول المشروبات الغازية أثناء الإفطار (وقت الإفطار)؛ لأن هذه المشروبات يمكن أن تنتج الغازات وتسبب عدم الراحة.
السن المناسبة لصيام الأطفال
لا توجد سن محددة في الإسلام، ولكن يعتبر سن 7 سنوات أو 8 سنوات أو 9 سنوات هو السن المناسبة للصيام، لكن في بعض الأحيان يصل الطفل قد يصل إلى سن 12 سنة ويكون ما زال غير مؤهل للصيام وفقاً لقدرته الجسدية وطاقته ووضعه الصحي.
فقد نجد كذلك أن هناك طفلاً يكون قادراً على صوم يوم رمضاني كامل، في حين أن طفلاً في نفس العمر لا يستطيع القيام بذلك.