تعرف قونيا بمدينة مولانا نسبة للشاعر والفقيه المتصوف جلال الدين الرومي، وتستقطب المدينة الواقعة في وسط تركيا سنويا مئات الآلاف من السياح الباحثين عن آثار الرومي والساعين إلى اقتفاء يومياته.

ولد جلال الدين الرومي في ما تعرف بأفغانستان حاليا وتحديدا في مدينة بلخ، التي هاجرت منها أسرته إلى بغداد ومنها لبلاد الشام والحجاز حتى استقر به المقام في منطقة الأناضول حيث عاش حياته وتوفي عام 1273م خلال عهد الدولة السلجوقية.

ومن أهم معالم المدينة هو متحف مولانا، الذي كان لعدة قرون مركزا للتدريس والمقر الرئيسي لدراويش الطريقة الصوفية المولوية، أصبح الآن نقطة جذب سياحي مع قدوم الزوار كل عام لزيارته، خاصة وقت إحياء ذكرى وفاة الرومي التي تصادف 17 ديسمبر/كانون الأول، والتي يطلق عليها “ليلة العرس”، وتشهد قونيا فعاليات مختلفة خلال هذه الفترة التي تمتد لـ10 أيام تتضمن عديدا من المعارض التي تعرّف بالمتصوف الكبير، وتقام خلالها حفلات المولوية ويشارك فيها الجمهور.

وللمتحف 4 أبواب في جهات مختلفة، وتحمل أسماء “درويشان”، و”هاموشان”، و”تشلبيان” وهو الباب المخصص للسياح وباب “كوستاهان”. وتضم باحة المتحف نافورة، أمر بصنعها السلطان العثماني سليم الأول سنة 1512، إضافة إلى بئر “شبي عروس”، وتوجد غرف الدراويش على طول الجانبين الشمالي والغربي للباحة.

كما يضم المتحف في داخله مقتنيات تعود لمولويين من العهدين السلجوقي والعثماني، ومخطوطات، وآلات موسيقية استخدمها في ما مضى أصحاب الطرق المولوية، فضلا عن 9 صفحات من القرآن الكريم، يعتقد أنها كتبت في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه. كما تضم باحة المتحف غرفا وأقساما تروي كل واحدة منها جانبا معينا من جوانب الحياة والفترة الزمنية التي عاش فيها الرومي.

وترك الرومي مؤلفات عدة ما بين منظوم ومنثور باللغة الفارسية، ومنها “ديوان شمس” و”مكاتيب”، و”فيه ما فيه”، و”المجالس السبعة” و”مثنوي معنوي” الذي يتضمن 26 ألف بيت.

ومع إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، سنة 2007 “عام مولانا”، انتشرت فلسفة “التسامح الرومي” بشكل كبير حول العالم. وعام 2016، نال المتحف لقب أكثر المتاحف زيارة على صعيد تركيا بمجموع زوار بلغ نحو 2.5 مليون، وانخفض عدد الزوار تأثرا بجائحة كورونا ثم عاد للارتفاع مجددا.