UTV – العراق

على غير العادة يشهد سوق الشورجة تراجعا استثنائيا في اقبال المواطنين على شراء الموادّ الغذائية في الموسم الرمضانيّ هذا العام بسبب ارتفاع الاسعار.
أكبر مركز لبيع الموادّ الغذائية في العاصمة، هو سوق الشورجة وأحد معالم بغداد الذي يقصده الجميع في رمضان لشراء مختلف السلع الغذائية، يشكو تجاره من انخفاض مبيعاتهم على الرغم من وفرتها فارتفاع الدولار غيّب عنهم المستهلكين.
علي الخفاجي (59 عاما) تاجر مواد غذائية في الشورجة يقول، إن “السوق يخلو من المتبضعين، هذه الأيام لم نكن نتوقعها في لاسيما خلال شهر رمضان”.
يقول التجار هنا إنّ معدل ارتفاع الاسعار في بعض الموادّ الغذائية بلغ ألفي دينار في الكيلو الواحد، ما يجعل تصريف البضائع امرا صعبا.
في أسواق الموصل لا يزال تذبذب سعر الصرف ملقيا بظلاله على المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، ارتفاع مستمر في الأسعار انهك القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا ذوي الدخل المحدود.
في سوق النبي يونس أكبر أسواق الموصل تمتلئ المحالّ بالبضائع وتكاد تخلو من الزبائن، لكنّ فرحة الموصليين لم تكتمل بسبب ارتفاع أسعار أغلب السلع، ما دفع كثيرا منهم إلى العزوف عن الشراء، والاقتصار على السلع الأساسية فقط.
علي محمود مواطن موصلي (40 عاماً) يقول، “نريد رقابة حقيقية تتابع التجار الذين يقفون وراء ارتفاع الأسعار والغلاء في نينوى، نحن في شهر فضيل نريد أن يستفاد الناس والفقراء ويتبضعون من الأسواق بكل أريحية”.
وتسجّل أسواق الموصل ارتفاعا في الأسعار بنحو 25 بالمئة خلال اليومين الماضيين، يقابله ركود اقتصاديّ ضرب أسواق الموادّ غير الأساسية والكماليات بعد أن أصبحت آخر ما يفكّر فيه المواطن بسبب الغلاء.
وقبل حلول رمضان بأيام سجلت أسعار اللحوم والدواجن والأسماك قفزات تصاعدية في ذي قار، ما شكل عبئاً كبيرا على العائلة العراقية؛ إذ لا تخلو مائدتها الرمضانية من إحدى تلك المواد على أقل تقدير.
رغم أنّ مشكلة ارتفاع الاسعار في رمضان تعدّ من المسلّمات مع ارتفاع الطلب على اللحوم والموادّ الغذائية الأخرى، فإنّ الجزارين يعلّلون ارتفاع اسعار اللحوم بالطفرات التي سجلتها أسعار الأعلاف عالميا، في معادلة يشكّل المستهلك فيها الطرف الخاسر دائما.
محمد علي يعمل جزاراً (55 عاماً) يقول إن “لحم العجل يكلفنا 12 ألف دينار ولحم الغنم سعر الكيلو 18 ألفاً، ما يعني صعوداً غير طبيعي، بسبب ارتفاع العلف والطحين”.
فيما حسين دخيل مواطن من الناصرية يؤكد أن سعر الدجاجة عشية رمضان كان بـ 5 آلاف دينار، لكن الآن بـ 9 آلاف، اللحوم الحمراء ارتفع ثمنها، الأسعار كلها ارتفعت بما فيها الفواكة والخضروات، نناشد الحكومة العراقية بأن تلتفت إلى المواطنين الفقراء.
لكنّ متخصصين في الاقتصاد يرون في غياب ثقافة الاستهلاك الأمثل، والاقبال المفرط على التبضّع في شهر رمضان، سببا مهما في ارتفاع اسعار الموادّ الغذائية وفقا لمبدأ العرض والطلب.

تقرير مشترك: أحمد مؤيد – قاسم الزيدي – أحمد السعيدي