تُعرف بعض الحيوانات والحشرات بحواسها القوية، التي قد تجعلها قادرة على اكتشاف العديد من الأشياء التي لا يستطيع البشر إدراكها، فالكلاب على سبيل المثال يمكنها معرفة مكان المخدرات والمفرقعات، لكن هناك بحث يقول إنه يمكن استخدام الحيوانات لاكتشاف الأمراض.

ليست الكلاب فقط هي الحيوانات التي استجابت لهذا النوع من الاكتشافات، سنذكر في فقرات هذا المقال 7 كائنات حية، تستطيع استخدام حواسها لاكتشاف مرض السرطان لدى البشر.

السرطان الرئوي والفئران 

سنة 2021 أكد باحثون كوريون أن باستطاعة الفئران المدربة اكتشاف التولوين، وهو سائل يصدر رائحة تدل على وجود سرطان الرئة، لكن كيف ستبلغ الفئران الإنسان بما تشمه؟

<strong>السرطان الرئوي والفئران </strong> /Shutterstock

درب الباحثون الفئران على القفز نحو رفٍّ طافٍ عندما يشمون رائحة هذه المادة، ومن أجل أن يجعلوا الدراسة أكثر واقعية، لم تُعرض على الفئران ببساطة عينات من التولوين بين مجموعة من الروائح الأخرى. بل قُدمت إليهم عينات من أنفاس بشرية حقيقية، جُمعت عن طريق زفر أشخاص داخل أكياس بلاستيكية، وغلقها بعد ذلك.

النحل بإمكانه معرفة داء السل والسكري 

ليست الحيوانات فقط قادرة على معرفة المرض أو اكتشافه، بل حتى الحشرات، فالنحل على سبيل المثال يملك حاسة شم جد قوية، لدرجة أنها تستطيع اكتشاف حتى بعض جزيئات من مادة داخل إحدى الغرف، استُخدم النحل بالفعل في اكتشاف أمراض مثل السل والسكري.

كما أن تدريب النحل سهل، وأسرع بكثير من باقي الكائنات الحية، إذ تسمح قرون الاستشعار لدى النحل باكتشاف الروائح بدقة أكثر، حتى في خضم وجودها داخل مجموعة متنوعة من الروائح، وهذا الشيء الذي يتوافق مع أنفاس البشر المختلفة، والتي قد تكون إحداها تحمل رائحة أحد الأمراض.

الحمام بإمكانه معرفة سرطان الثدي 

حسب بعض التجارب التي قام بها الباحثون في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أن للحمام قدرة خاصة على اكتشاف سرطان الثدي عن طريق الصور، إذ  كانت المفاجأة أنها قادرة على القيام بذلك مثل البشر تماماً! بل إن طيور الحمام استطاعت أن تفعل هذا الأمر برغم صغر حجم مخها، الذي يعادل حجم طرف الإصبع.

<strong>الحمام بإمكانه معرفة سرطان الثدي </strong> / Shutterstock

فقد اتضح أنها قادرة على تذكر ما يصل إلى 1800 صورة، وأنها قادرة على التمييز بين الأشخاص، وتعبيرات الوجه، بل حتى حروف الأبجدية.

دُرب الحمام في دراسة السرطان على التمييز بين الصور المجهرية للأنسجة السرطانية وغير السرطانية، على أن يُكافأ عندما يقدم إجابات صحيحة. عندما عُرضت عليه صور لم يشاهدها من قبل، استطاع تطبيق ما تعلمه تطبيقاً صحيحاً، وميّز بنجاح بين الصور، حتى عندما كُبرت الصور أو صُغرت أو شُوهت.

أصغر المخلوقات قد تكون حلاً لاكتشاف الأمراض 

حسب موقع “Listverse” الأمريكي، يملك النمل قروناً بها مستشعرات كالتي توجد عند النحل، هذه القرون ذات الحساسية العالية تتيح لها استشعار جميع أنواع المواد التي تفلت من الإدراك الحسي للبشر، وحسب نفس المصدر يمكن للمواد الكيميائية المحددة التي تطلقها الأورام السرطانية أن تحمل روائح مميزة.

<strong>أصغر المخلوقات قد تكون حلاً لاكتشاف الأمراض </strong>/ shutterstock

إلا أن الأنفاس ليست فقط الانبعاث الوحيد الذي يخرجه جسم الإنسان، إذ قد تظهر هذه المركبات في البول أيضاً، وحسب اكتشافات العلماء فقد كان النمل دقيقاً جداً في اكتشاف هذه المركبات في بول الفئران خلال الاختبار.

الكلب.. الصديق الوفي للإنسان منذ قرون 

لا بد لصديق الإنسان المكسو بالفرو هذا أن يحتل موقعاً له ضمن هذه القائمة، ففي وجود حاسة الشم التي تقدر قوتها بأنها أفضل بـ10 آلاف إلى 100 ألف مرة من حاسة الشم التي نملكها، فالأرجح أنه ليس من المفاجئ أن نكتشف أن الكلاب تستطيع شم السرطان أيضاً.

<strong>الكلب الصديق الوفي للإنسان منذ قرون </strong>/ shutterstock

باستطاعة الكلاب اكتشاف السرطان في مخرجات الإنسان، مثل الأنفاس أو البول، تماماً مثل النمل أو النحل، بالإضافة إلى أنها قادرة على اكتشاف السرطان وهو لا يزال في موقعه، مما يعني أنه لم ينتشر بعد في الجسم.

تبدو هذه أنباء سارة نظراً إلى أن الاكتشاف المبكر للسرطان يحمل أهمية كبرى؛ والسبب أن السرطان تتعاظم صعوبة معالجته عندما ينتشر. دُربت الكلاب على اكتشاف السرطان في الأنفاس والبلازما والبول واللعاب، ويستغرق الأمر حوالي 300 عينة لتدريبها قبل أن تصبح قادرة على معرفة الرائحة وتطبيق ما تعلمته على العينات الجديدة التي لم تُعرض عليها من قبل.

القطط ودراسات اكتشاف السرطان 

صحيحٌ أن حاسة الشم لدى القطط ليست بقوة حاسة الشم لدى الكلاب، لكنها أقوى بكثير من البشر، ويُعتقد أنها قادرة في الواقع على التفريق بين الروائح أفضل من الكلاب والبشر. من المؤكد أن هناك شيئاً واعداً حولها، برغم عدم وجود أية دراسات علمية حول هذا الأمر. ولكن ثمة نوادر مثيرة للاهتمام.

<strong>القطط ودراسات اكتشاف السرطان </strong> /shutterstock

سنة 2010، زارت امرأة من مدينة فرانكلين، بولاية تينيسي، طبيبها بعد ظهور كدمة غريبة على صدرها في مكان كانت قطتها تضرب عليه وتقفز فوقه باستمرار في الليلة السابقة. اكتشفت المرأة أنها مصابة بسرطان الثدي.

قبل سنة من هذا الحادث، انتشرت قصة في الصحف ووسائل الإعلام الكندية حول رجل من مدينة كالغاري الكندية، وثق تنبيه قط له بإصابته بمرض سرطان الرئة عن طريق مواصلة الضرب على جانبه الأيسر. نسب مالك القط، الذي يُدعى “تايغر”، الفضل في اكتشاف المرض وإنقاذ حياته إلى قطه، الذي لم يكن محبوباً للغاية من قبل على ما يبدو.