ابتكر العلماء “ضمادة ذكية” يمكنها مراقبة الجروح المزمنة والمساعدة في شفائها، في خطوة ستساعد بشكل رئيسي الأشخاص المصابين بقروح السكري والحروق والجروح الناتجة عن العمليات الجراحية، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية السبت 25 مارس/آذار 2023.
ووفقاً لأرقام تعود لعام 2018، يعاني 2.2 مليون شخص في المملكة المتحدة من جروح مزمنة، تكلف دائرة الصحة الوطنية مليار جنيه إسترليني سنوياً.
يقول الباحثون الآن إنهم توصلوا إلى جهاز يساعد في التئام هذه الجروح، وهذا الجهاز قابل للمط، ولاسلكي، ويحوي منظومة إلكترونية بيولوجية، ويمكن تثبيته على البشرة.
من جانبه، قال الدكتور وي غاو، أحد القائمين على الدراسة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “الجهاز يتكون من جزأين: الأول عبارة عن لوحة دوائر مطبوعة مرنة قابل لإعادة الاستخدام، والجزء الثاني يحوي مستشعرات حيوية وأقطاباً كهربائية وهلاميات مائية محملة بالعقاقير”.
وأجهزة الاستشعار الحيوية في هذه “الضمادة الذكية” وظيفتها مراقبة خصائص الجرح مثل درجة حرارته وحموضته ومستويات مواد مثل الغلوكوز وحمض البوليك واللاكتات، وهذه المقاييس توفر معلومات مهمة عن مستوى التهاب الجرح.
ويسمح هذا الجهاز بتطبيق التحفيز الكهربائي، وهي تقنية وجدت أبحاث سابقة أنها تشجع الجروح على الالتئام. ويتيح هذا الجهاز أيضاً ضبط إطلاق العقاقير المضادة للالتهابات ومضادات الميكروبات.
قال غاو: “جميع الإشارات يمكن إرسالها لاسلكياً إلى واجهة مستخدم مثل جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول. ويمكننا التحكم لاسلكياً في إطلاق الدواء بتطبيق الجهد الكهربائي”.
تجربة على الفئران
وكتب فريق الباحثين في دورية Science Advances أنهم اختبروا الضمادات الذكية على جروح الفئران والجرذان المصابة بداء السكري قبل الإصابة وبعدها، ووجدوا أن الضمادات تمكنت من اكتشاف خصائص مثل درجة الحرارة ومستويات الغلوكوز ودرجة الحموضة في سائل الجرح. وهذه القياسات، كما كان متوقعاً، تغيرت قبل وبعد علاج الفئران.
والأكثر من ذلك أن الفئران التي زُوِّدت بالضمادات الذكية واختبرت إطلاق الدواء والتحفيز الكهربائي ظهرت عليها معدلات التئام أعلى وتندب أقل من الفئران التي لم تُغطَّ جروحها بهذه الضمادات.
ويقول الفريق إنهم يتوقعون أن تبلغ تكلفة هذه الضمادات عشرات الدولارات للجزء الإلكتروني القابل لإعادة الاستخدام، وبضعة دولارات للجزء ذي الاستخدام الواحد، وأضافوا أنه في الوقت الحالي، يمكن استخدام الضمادة الذكية لمدة أسبوع إلى أسبوعين.
وفي حين أنه من الضروري إجراء مزيد من الدراسات، بما في ذلك دراسات على الخنازير والبشر، قال غاو إنهم يأملون أن تتاح الضمادات الذكية للاستخدام في العيادات خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة.
وقالت الدكتورة جينا كاش، الباحث الرئيسي في فريق أبحاث الجروح الجلدية في جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في البحث: “أرى أن فكرتها مثيرة جداً وخطوة رائعة إلى الأمام”.
لكنها قالت إن المعضلات لا تزال قائمة: “جزء من المشكلة التي نواجهها مع الجروح المزمنة هو أننا لا نفهم طبيعة الآليات التي تتشكل بها. وبدون فهم الآليات الخلوية والجزيئية الدقيقة وراء تكوينها واستمرارها، فمن الصعب استكشاف طريقة لعلاجها”.
وقالت: “هذا تقدم مثير، لكنه يحتاج إلى كثير من التطوير كي يعمل على النحو المنشود”.