UTV – ديالى

لم يعد الحاجّ “محسن خيّال” ينتظر مياه الانهر لسقي مزرعة الحنطة خاصته، فهو بات يسقيها متى ما يشاء بمنظومة تمتد لبئر قام بحفره هنا، اذ دفع الجفاف هنا في بلدة العظيم شمالي ديالى، أغلب المزارعين إلى مغادرة طرق الري التقليدية والاعتماد على التقنيات الحديثة.
يقول خيال وهو مزارع من ناحية العظيم “في السابق كنا نسقي الزراع في 10 أيام، لكن الآن نحتاج 5 أيام فقط لإتمام العملية، أيضا فيما يخص “الكراب والحاصدة” عندما تأتي لتحصد فإن الإنتاج يكون مختلفا، الكلفة تكون مرتفعة في أو سنة، لكن الفائدة كبيرة من حيث تقليل الجهد ومصاريف الوقود”.
استخدام التقنيات الحديثة في سقي الأراضي الزراعية هو السبيل الوحيد الذي بقي أمام قرابة ثلث فلاحي ديالى لاستمرار الزراعة في ظلّ قساوة الجفاف.
يؤكد حاتم كريم مزارع من ديالى، “نحن فلاحون لا نستطيع ترك الزرع لا الحنطة ولا البطيخ، إذا ترغب بإنشاء مرشة، فإن السنة الأولى تصرف عليها، لكن في السنة الثانية ستبقى لك”.
ويؤكد مختصون بأنّ الرشّ والتنقيط يسهمان في الحدّ من هدر خزين المياه الجوفية وزيادة إنتاج المحاصيل وتقليل خسائر المزارعين في الوقت ذاته.

من جانبه يؤكد رئيس الجيولوجيين في هيئة المياه الجوفية قيس كامل “معظم المزارعين تحولوا إلى طرق الري الحديثة، نطمح بأن يتحول 50 إلى 75 بالمئة في السنة المقبلة، من ناحية المياه الجوفية نحاول أن نحافظ على خزيننا”.
وبلغ عدد الآبار الأنبوبية التي تمّ حفرها في ديالى خلال العامين الماضيين بفعل الجفاف أكثر من ألف بئر، وسط دعوات لتوسعة دائرة الحوارات الحكومية مع دول المنبع لزيادة تدفّق الحصص المائية صوب العراق.

تقرير: علي العنبكي