قال الكاتب البريطاني المعروف، ديفيد هيرست، في مقال له بموقع، ميدل إيست آي، إن زلزال تركيا وسوريا، كشف عن الوجه الحقيقي لأوروبا والغرب عموماً، وأثبت للعالم أن الغرب مهتم بالتدمير والحرب أكثر من اهتمامه بالتعمير.
وأوضح هيرست، أن هذا الزلزال المدمّر أعطى الغرب فرصة، ليُظهر للعالم أنه قادر على إعادة البناء، مثل قدرته على التدمير، وعلى توفير قيادة أخلاقية وإنسانية لملايين الناس، لكن هذه الفرصة ضاعت، لأن الغرب الآن “مهتمٌ بالحرب في أوكرانيا أكثر من أي شيء آخر”.
وأشار إلى أن عشرات الدول أرسلت فرق البحث والإنقاذ، وأنه بعد 3 أيام فقط من وقوع هذه الكارثة، وفي اللحظة التي تتحول فيها عملية البحث والإنقاذ إلى عملية انتشال بطيئة وكئيبة للجثث، فإن المأساة بدأت تختفي من العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام الأوروبية، الجار المباشر لتركيا.
وأضاف، أن هذا الأسبوع أخذت زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إلى بريطانيا وبروكسل، مكان الزلزال، وتحوّل زيلينسكي “الشجاع الذي يرتدي الكاكي”، في الوعي السياسي، إلى بطاقة سياسية ساخنة، حيث يتنافس كل برلمان على حضوره.
وقارن هيرست بين الدعم الذي تلقّاه زيلينسكي، في زيارته، حيث يظهر نوع المال المتاح في بريطانيا عندما توجد الإرادة السياسية، وبين المبلغ الذي قالت حكومة المملكة المتحدة، إنه سيتم إنفاقه على ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، وهو عبارة عن 6 ملايين دولار، وهي تبرعات من الجمهور.
وأعرب هيرست عن دهشته واستنكاره تقديم بلاده 6 ملايين دولار، لإغاثة 23 مليون شخص ضربهم الزلزال، مقابل 2.3 مليار دولار لأسلحة، تُستخدم في حرب أوكرانيا.
وقال إنه بهذا السلوك البريطاني، يمكننا قياس قسوة الإنسان تجاه الإنسان على مقياس ريختر، “فعلى المستوى الإنساني تتطلب الكوارث استجابة عالمية تتجاوز السياسة”.
وأشار الكاتب أيضاً، إلى نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، بعد يوم واحد من وقوع الكارثة رسماً كاريكاتيرياً، يُظهر مبنى مدمراً وسيارة مدمرة، وكومة من الأنقاض مع التعليق: “لا داعي لإرسال دبابات”، قائلاً إن هذا أكثر من مجرد رسم كاريكاتيري، إنه “سوء ذوق”.
ووصف هيرست في مقاله، إحجام الاتحاد الأوروبي عن أن يكون المستجيب الأول في كارثة الزلزال، بأنه خطأ ذو أبعاد كبيرة، وأشار كذلك إلى أنه وفي حين لم يتم جمع مبالغ كبيرة لضحايا الزلزال حتى الآن في بريطانيا، أو فرنسا أو ألمانيا، فقد جمع الجمهور السعودي -على سبيل المثال- أكثر من 51 مليون دولار، بعد 4 أيام فقط من إطلاق “منصة ساهم” لإغاثة سوريا وتركيا، قائلاً إنه تبرع يُعد “عاراً” على بريطانيا والغرب.