قالت دراسة جديدة، إن الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة أجهزة الكمبيوتر والتلفاز وشاشات الهاتف، في السنة الأولى من حياتهم، قد يكون مرتبطاً بشكل غير مباشر بالمهارات المعرفية المنخفضة، في وقت لاحق من الحياة.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Pediatrics، أن الأطفال الذين شاهدوا الشاشة، ساعتين يومياً، في المتوسط، كان أداؤهم أسوأ في وقت لاحق، في سن التاسعة، في الوظائف التنفيذية.
ويُعرّف باحثو الدراسة الوظائف التنفيذية، المرتبطة بالنجاح الأكاديمي على المدى الطويل، على أنها “مجموعة من المهارات المعرفية الضرورية للتنظيم الذاتي، والتعلّم والتحصيل الأكاديمي، فضلاً عن الصحة العقلية”.
وقد أُجريت الدراسة على أكثر من 400 طفل.
المختصة في الطب لدى قناة “آي بي سي نيوز” الأميركية، جينيفر أشتون، قالت في هذا الصدد، إن الباحثين في هذه الدراسة أجروا عمليات تخطيط كهربية لدماغ الأطفال محل البحث، لاختبار موجات الدماغ ودراستها خلال نحو 18 شهراً، ثم ربطوا بين مقدار الوقت الذي كانوا يقضونه أمام الشاشة في طفولتهم، وكيفية أدائهم في اختبارات الذاكرة والانتباه في سن التاسعة”.
وأضافت أشتون “ما وجدوه هو أن الأطفال الذين قضوا وقتاً أكبر أمام الشاشة، كانوا الأسوأ في اختبار الانتباه والذاكرة، في سن الـ 9 من عمرهم”.
ولم تُثبت الدراسة أن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة يؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض الأداء الإدراكي، إذ يبدو أيضاً أن هناك عوامل أخرى، مثل مستوى دخل الأسرة، قد تكون لها صلات بانخفاض درجات الأداء الإدراكي.
ومع ذلك، فإن النتائج تؤكد توجيهات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، بأن الصغار دون سن الثانية، لا ينبغي أن يقضوا وقتاً أمام الشاشات.
وتوصي الأكاديمية الأميركية بأن يقتصر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات على ساعة واحدة فقط أمام الشاشة يومياً تحت إشراف شخص بالغ.
وتقول الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، إنه يجب على الآباء وضع حدود لأطفالهم فيما يخص الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة، والعمل على خطة استخدام وسائل الإعلام العائلية، التي تضبط حدود الوقت، وتضع إرشادات حول نوع الوسائط التي يستخدمها الأطفال.