قالت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن كينيا طلبت من الولايات المتحدة دفع تكاليف توسعة قاعدة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب، ما أثار مخاوف واشنطن من أن الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، قد تلجأ إلى الصين إذا امتنعت أميركا عن الدفع.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين في إدارة بايدن، يقاومون الطلب الكيني، بأن تسدد الولايات المتحدة فاتورة التوسعة في قاعدة خليج ماندا، لكن لم يصل الطرفين إلى اتفاق.
وقال المسؤولون الأميركيون، إن الجيش الكيني وضع خططاً لمُدرّج جديد طويل، بما يكفي للتعامل مع المقاتلات النفاثة في المنشأة التي تُعتبر مركزاً للعمليات الأميركية والكينية ضد حركة الشباب، التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال المجاورة.
وأبدى المسؤولون الأميركيون قلقهم من أنهم قد يجلبون شركة إنشاءات صينية مملوكة للدولة، إلى قاعدة العمليات الخاصة الأميركية، إذا اختار البنتاغون الخروج من المشروع، الذي قد يكلف نحو 50 مليون دولار، بما في ذلك المباني المساندة.
من جانبه، لم يقدم البنتاغون أي طلب إلى الكونغرس للحصول على الموازنة اللازمة لتوسيع القاعدة الجوية، وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع أن المدرّج الحالي في المركز “مناسب بالفعل لاحتياجاتنا”، وأضاف: “إنها تشكل معضلة استراتيجية بالنسبة لنا”.
وتُعدّ كينيا حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، في واحدة من أطول الحروب في التاريخ الأميركي، وهي الحملة التي استمرت 16 عاماً ضد حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.
ويَعتبر الجيش الأميركي، حركة الشباب، أكثر فروع القاعدة نشاطاً في جميع أنحاء العالم، وينتمي نحو 3000 جندي كيني إلى قوة قوامها 18500 جندي تابعة للاتحاد الأفريقي، تقاتل حركة الشباب في الصومال.
في عام 2017، أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، على طرف شرق أفريقيا، وتُطلّ أيضاً على طريق التجارة الاستراتيجي الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط، عبر قناة السويس.
وتقع المنشأة على بُعد كيلومترات فقط من أكبر قاعدة عسكرية أميركية في القارة السمراء: معسكر ليمونير.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن الصين تسعى إلى بناء أول منشأة بحرية لها، مُطلّة على المحيط الأطلسي في غينيا الاستوائية، وهي دولة صغيرة في وسط أفريقيا.
ويعتبر القادة الكينيون خليج ماندا استراتيجياً بشكل خاص، نظراً لقربه من غابة بوني، وهي غابة شاسعة تمتد على الحدود الكينية الصومالية، وتعمل كملاذ لمقاتلي حركة الشباب الذين شنوا هجمات مدمرة في كينيا في السنوات الأخيرة.
ويمكن لتطلعات كينيا لتوسيع القاعدة الجوية، أن تشكل مناوشة جديدة في المنافسة الأميركية الصينية، على النفوذ في أفريقيا، بعد أن أصبحت الحكومات هناك بارعة في مواجهة واشنطن ضد بكين أو ضد موسكو، التي أرسلت مرتزقة للقتال من أجل الأنظمة في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطي، بحسب وول ستريت جورنال.