يصب في نهر دجلة بالموصل 25 واديا. وديان كانت موسمية لتصريف مياه الأمطار عقودا عدة، لكن غياب مشاريع الصرف الصحي دفع السلطات إلى تحويل المياه الثقيلة الملوثة إلى هذه الوديان المارة بأحياء سكنية وأخرى صناعية وصولا إلى نهر دجلة تسببت في ارتفاع مستويات التلوث.
وقالت د. مي عبد الحافظ، عضو مركز بحوث البيئة في جامعة الموصل، لـUTV إن “نسبة التلوث ترتبط بكميات المياه المتدفقة في النهر، فكلما قلت المياه زاد التلوث”.
خطر تلوث مياه نهر دجلة دفع أكاديميين ومختصين بيئيين إلى دراسة مستويات تلوث دجلة في الموصل وبغداد، كشفت عن وجود مواد سامة في النهر كالفسفور والنيكل في مياه النهر بالقرب من مدينة الطب في العاصمة.
وقال أنس الطائي، ناشط وباحث بيئي، لـUTV إن “هناك نسبا عالية جدا من بعض المواد السمية في نهر دجلة بالقرب من مدينة الطب في بغداد، ومن المحتمل أن تكون هذه النسب موجودة أيضا في المصبات وحول مصبات النهر”.
انخفاض منسوب نهر دجلة إلى 35 بالمئة عما كان عليه خلال العقدين الماضيين نتيجة الجفاف وسوء استثمار مياه النهر في بناء السدود الكبيرة، حوله إلى مكب كبير لنفايات صلبة وأخرى سائلة ناتجة عن مصانع ومشاف حكومية تحاذي النهر وسط مطالبات بالتحرك العاجل لتشريع قوانين تحمي البيئة.
أنهار وقنوات مائية كانت مصدرا للحياة في بلاد ما بين النهرين، واليوم مع أزمة الجفاف التي تضرب البلاد وحولتها إلى مشاريع للمياه الثقيلة في الهواء الطلق، باتت تشكل خطرا بيئيا على حياة السكان والثروة الحيوانية والزراعية.