أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، عن فقدانها الاتصال بمسبارها “إنسايت”، الموجود على سطح المريخ، بعد 4 سنوات أمضاها في استكشاف الكوكب الأحمر.
ونشرت الصفحة الرسمية للمسبار، أول أمس الثلاثاء، على تويتر، آخر صورة أرسلها “إنسايت”.
وقال المدير المساعد في ناسا، توماس زوربوكن في بيان، إن “وداع مركبة فضائية ينطوي دائماً على حزن، إلا أن النتائج العلمية المذهلة لـ “إنسايت” مدعاة للابتهاج”.
وسجل “إنسايت” الذي جُهز بمقياس زلازل فائق الحساسية، فرنسي الصنع، أكثر من 1300 “هزة على المريخ”، بعضها ناجم عن سقوط نيازك.
وكانت نهاية هذه المهمة متوقعة، إذ أن الطاقة المتبقية للمسبار أصبحت قليلة، بسبب الغبار المريخي المتراكم على ألواحه الشمسية، وهو ما كانت تتوقّعه ناسا منذ البداية.
وتلقت ناسا آخر إشعار من “إنسايت” في 15 ديسمبر، وإلى حدود 18 من الشهر ذاته، حاولت الوكالة الأميركية إعادة الاتصال به مرتين، لكن دون جدوى، ما دفع الفرق إلى الاستنتاج بأن بطاريات المسبار فرغت.
وأوضحت ناسا في بيانها، أنها مستمرة في محاولة التقاط أي إشعار، إلا أن هذا الاحتمال “غير مرجح”.
وأتاحت المهمة معرفة معلومات إضافية عن الطبقات الداخلية للمريخ، ولُبّه السائل، بالإضافة إلى الطقس في أجزاء من هذا الكوكب، إضافة إلى النشاط الزلزالي.
وتمكّن العلماء مثلاً من التأكد من أن نواة المريخ سائلة، ومن تحديد سماكة قشرة المريخ، التي تبين أنها أقل كثافة مما كان يُعتقد.
وأُنزل مسبار “إنسايت” على سطح المريخ في نوفمبر 2018، وكان يُشغّل بالتعاون مع المركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا.
إلا أن المهمة فشلت في تحقيق أحد أهدافها الذي يتمثل في غرس أداة على عمق بضعة أمتار، تحت سطح المريخ لقياس درجة حرارة هذا الكوكب، لكنّ تركيبة التربة في موقع الهبوط حالت دون غرس الأداة، كما كانت مُتوقعاً.
وبعدما جرى تثبيتها على عمق نحو 40 سنتيمتراً، تمكنت الأداة من توفير “بيانات قيمة عن الخصائص الفيزيائية والحرارية لتربة المريخ”، على ما أكدت ناسا.