قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن فريقاً من العلماء الروس، يعمل في منطقة سيبيريا، على إعادة إيقاظ فيروسات قديمة، ما أثار مخاوف من وقوع حادث قد يؤدي إلى تفشي جائحات جديدة، في وقت لا يزال فيه العالم يتعافى من وباء فيروس كورونا المستجد.
ويعمل العلماء في مركز أبحاث “فيكتور”، بمنطقة نوفوسيبيرسك، في روسيا، على تحليل بقايا الماموث، ووحيد القرن الصوفي، وحيوانات أخرى من العصر الجليدي، لتحديد وإحياء فيروسات ما قبل التاريخ، والمعروفة أيضاً باسم “فيروسات الحفريات”.
ويساعد العلماء في مهمتهم تلك، أن جثث تلك الحيوانات قد حافظت على قوامها بشكل شبه مثالي، بفضل الظروف المناخية في جمهورية ياقوتيا الروسية، التي توصف بأنها “أبرد بقعة على وجه الأرض”، حيث تنخفض الحرارة في تلك الأراضي الشاسعة، إلى ما دون 55 درجة مئوية تحت الصفر.
وبحسب مركز الأبحاث الروسي، فإن الدراسة التي بدأت في العام المنصرم، تهدف إلى تحديد كيفية تطور الفيروسات.
وتصدّر مشروعٌ مماثل عناوين الصحف الشهر الماضي، بعد أن أعلن علماء فرنسيون أنهم أعادوا إحياء فيروس “الزومبي”، الذي كان موجوداً تحت قاع بحيرة في ياقوتيا، منذ نحو 50 ألف عام.
ومع ذلك، قال الباحثون الفرنسيون، إنهم على عكس العلماء الروس، كانوا يركزون حصرياً على الفيروسات التي تُسبب “الأميبا”، والتي تشكل خطراً ضئيلاً على الحيوانات أو البشر.
من جانبه، قال البروفيسور جان ميشيل كلافيري، من المركز الوطني للأبحاث العلمية في جامعة إيكس، بمدينة مرسيليا، إن الأبحاث التي يجريها مركز فيكتور “محفوفة بمخاطر كبيرة”، مشيراً إلى أن ” أنظمتنا المناعية لم تواجه هذا النوع من الفيروسات من قبل، والتي قد يتراوح عمر بعضها بين 200 ألف و400 ألف سنة”.
وحذر كلافيري من أن الفيروسات التي قتلت الماموث، وحيوانات أخرى في عصور ما قبل التاريخ، ستكون قادرة على نقل العدوى إلى البشر أيضاً.
من جهتها، أوضحت خبيرة الأمن الحيوي في جامعة “كينغز كوليدج لندن”، فيليبا لينتزوس، أنه: “لا توجد مناقشات كافية بشأن ما إذا كانت البشرية قادرة على استعداد لتحمّل هذه المخاطر”.
وتابعت: “كثير منا ممن يحللون ويتابعون ما يفعلونه (العلماء الروس)، غير مقتنعين بأن الفوائد المحتملة، والتي ستكون في المستقبل البعيد، تفوق بالضرورة المخاطر الحقيقية المحتملة في الوقت الحاضر”.
وختمت بالقول: “حتى مع الممارسات الآمنة بشكل عام، لا يزال من الممكن وقوع الحوادث”.
ويُعتبر مركز أبحاث فيكتور المختص في علوم الفيروسات، مختبر أسلحة بيولوجي سوفيتي سابق، وهو واحد من 59 مختبر بيولوجي، يتمتع بأقصى درجات الأمان في العالم، كما أنه واحد من مختبرين (الآخر في أميركا)، مسموح لهما بالاحتفاظ بعينات من فيروس الجدري القاتل.