أطلقت وزارة الداخلية الجزائرية، حملة وطنية لتعزيز الجهود التوعوية حول أخطار استخدام الغاز المنزلي، بعد تكرر حوادث الاختناق بأحادي أكسيد الكربون.
ومع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تُشكل تسربات الغاز المستعمل للتدفئة وتسخين المياه، خطراً حقيقياً داخل منازل عدد من المواطنين الجزائريين، حيث تحصد حوادث الاختناق، أرواح العشرات كل سنة.
وكشفت الحماية المدنية الجزائرية، عن وفاة 105 أشخاص، جراء اختناقهم بغاز أحادي أكسيد الكربون، منذ بداية السنة الجارية إلى حدود شهر نوفمبر الماضي، فيما تم إنقاذ حياة 3257 آخرين.
وأشارت صحيفة الشروق التي وصفت الغاز بـ “القاتل الصامت”، إلى تضاعف عدد الحوادث والضحايا خلال السنتين الماضيتين، حيث تم تسجيل 175 حالة وفاة، عام 2021، و201 خلال 2020.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن الهدف من هذه الحملة التي يشارك فيها عدد من القطاعات الوزارية والهيئات وفعاليات المجتمع المدني، يتمثل في “إرساء ثقافة الوقاية، والتعريف بكيفية التعامل مع أخطار الغاز الطبيعي، والغازات المحترقة، للتقليل من الحوادث المميتة التي يتسبب فيها”.
وتم بهذا الخصوص “برمجة يوم إعلامي وتوعوي مفتوح، يوم السبت 3 ديسمبر 2022، عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية، سيما المحلية، من تنشيط إطارات وخبراء وممثلين عن مختلف الهيئات والمؤسسات والجمعيات الناشطة، الذين سيرافعون جميعاً من أجل تعميم الوعي بهذه المخاطر، والتأكيد على أهمية الاقتداء الصارم بقواعد السلامة”.
وبالموازاة مع هذا اليوم الإعلامي، سيشرف ولاة الجمهورية، على تنظيم نشاطات تحسيسية بمشاركة جميع الفاعلين على المستوى المحلي، لحث المواطنين على اتباع السلوكيات الآمنة من أجل الحفاظ على سلامتهم، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وفي هذا السياق، دعت وزارة الداخلية كل المنظمات والناشطين في المجتمع من أجل “الانخراط في هذا المسعى الحميد”، موضحة أن “تضافر جهود الجميع من شأنه المساهمة في إنقاذ الأرواح”.
وسبق حملة وزارة الداخلية، حملات سنوية تقوم بها الحماية المدنية التي تشدد على أهمية الحذر واليقظة من مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي لا رائحة ولا لون له، والذي لا تتفطن غالبية العائلات لتسربه إلاّ بعد فوات الأوان، بالرغم من أن سبل الوقاية منها بسيطة جداً.
ويُرجع مسؤولو الحماية المدنية وقوع هذه الحوادث، إلى “سوء تركيب تجهيزات التدفئة وتسخين الماء من طرف أشخاص غير مؤهلين، إلى جانب غياب الصيانة وعمليات المراقبة الدورية ومنافذ التهوية”.