دخل أكثر من 5 ملايين شخص في مدينة غوانغتشو، جنوب الصين، في حجر صحي، ضمن قرارات الإغلاق التي أعلنتها السلطات، لمواجهة تفشي فيروس كورونا الآخذ في الانتشار، وتجنب اللجوء إلى إغلاق شامل.
وتحوّلت المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 19 مليون نسمة، إلى بؤرة لتفشي الفيروس في الصين، حيث سجلت أكثر من 1000 حالة جديدة لمدة خمسة أيام متتالية، وتبقى هذه النسب كبيرة في هذا البلد، الذي ينتهج سياسة “صفر كوفيد”.
ومع توجه باقي دول العالم نحو طي صفحة كورونا، لا تزال الصين تُصرّ على استخدام عمليات الإغلاق المفاجئ، والاختبارات الجماعية، والحجر الصحي للقضاء على العدوى بمجرد ظهورها، بحسب شبكة سي إن إن.
وتُعدّ موجة الانتشار الحالية، الأسوأ منذ بداية الوباء في المدينة، التي تُعدّ مركزاً اقتصادياً رئيسياً للصين، ومركزاً صناعياً عالمياً.
وتركزت معظم حالات الإصابة المسجلة في مدينة غوانغتشو، المترامية الأطراف، بمنطقة هايتشو – وهي منطقة حضَرية سكنية، يقطنها نحو 1.8 مليون شخص.
وأُغلقت هايتشو السبت الماضي، وطُلب من السكان عدم مغادرة منازلهم إلا في حالة الضرورة القصوى، كما تم تعليق جميع وسائل النقل العام – من الحافلات إلى مترو الأنفاق، وبالرغم من أنه كان من المفترض أن يستمر الإغلاق ثلاثة أيام، غير أنه مُدّد إلى يوم الجمعة.
من جانبهم، استيقظ سكان ليوان، وهي منطقة قديمة في غرب المدينة، على أوامر بالبقاء في منازلهم، ما لم تكن هناك ضرورة قصوى للخروج، وطُلب من الكليات والجامعات في المنطقة إغلاق حرمها الجامعي، وتم حظر تناول الطعام في المطاعم، وصدرت أوامر للشركات بإغلاقها، باستثناء تلك التي توفر الإمدادات الأساسية.
وبعد ظهر الأربعاء، أعلنت المنطقة الثالثة، بانيو النائية، عن إغلاق سيستمر حتى يوم الأحد، كما حظرت المنطقة المركبات الخاصة، والدراجات في الشوارع.
واعتباراً من اليوم الخميس، ستنتقل جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة في المناطق الحضرية الثماني بالمدينة، إلى التعليم عن بُعد.
وبالتوازي مع هذه القرارات، تُجري السلطات اختبارات فحص واسعة في مختلف مناطق المدينة، يتم على إثرها نقل الأشخاص المشتبه إصابتهم إلى مرافق جماعية للحجر الصحي.
وتسبب تفشي كورونا أيضاً في إلغاء 85% من الرحلات القادمة والمغادرة من مطار غوانغتشو، أي نحو 1000 رحلة، اعتباراً من صباح الخميس، وفقاً لبيانات من شركة تتبع الرحلات Variflight.
ولا تلوح في الأفق، بوادر نهاية السياسات الصينية المشددة، في مكافحة انتشار فيروس كورونا، حيث قال نائب مدير لجنة الصحة ببلدية غوانغتشو: “في الوقت الحالي، لا يزال هناك خطر انتشار كبير لموجات كورونا، ولا يزال تفشي المرض شديداً ومعقداً”.