هي حروب يغادر ميادينها الجنود، وتختفي الأسلحة أمام هيمنة الخراطيم. تتوارى المدافع والطائرات وتحل مكانها عجلات الإطفاء ورجال الدفاع المدني، العدو واحد: نار لا تفرق بين الحديد والبشر، تلتهم ما يطولها تاركة خلفها رمادا وحسرة في قلوب فاقدي المال والأرواح، هكذا هي معركة إطفاء حريق مخازن العطور في الوزيرية.
ويقول العميد قصي يونس، مدير الدفاع المدني في بغداد الرصافة، لـUTV إن “أكثر من 35 فرقة دفاع مدني شاركت في إطفاء الحريق، واستمرت أعمال الإطفاء إلى الساعة 7:15 من مساء الأحد، حيث انهار طابقان من البناية المكونة من 3 طوابق”.
أحدهم يسترق السمع علّ روحا تتنفس هناك، وآخر يستنشق دخان أجساد قست عليها النيران، فيما يحتشد عشرات لمتابعة عرض ليلة تراجيدية، فقد فيها أكثر من 10 أشخاص، وأصيب عدد من رجال الدفاع المدني.
مخازن تشيّد من دون تطبيق معايير السلامة، وإهمال يحيط عملية تخزين المواد الكيماوية والعطور، إلى جانب غياب الدور الحكومي في معالجة أسباب الحرائق، وهي تنذر باستمرار خطر العدو الأحمر وفقدان الأرواح.