بعد تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي لوقف توقيع عقد إنشاء محطة الفاو الكبرى، لفرض شركة أجنبية أخرى بضعف الكلفة وتنتج الماء فقط، بدأت UTV البحث والتقصي عن حاجة البصرة إلى هذا المشروع، وكيف سينعكس تأخير تنفيذه على حياة السكان الذين يواجهون خطرا بيئيا بسبب ارتفاع المد الملحي في شط العرب، فضلا عن معاناتهم من نقص إمدادات الكهرباء.
وللإحاطة بالتفاصيل عبر التواصل مع المسؤولين في قطاع الماء، توجهت UTV إلى مديرية ماء البصرة التي حذرت من التقاعس الحكومي في إنشاء المشروع بوصفه طوق نجاة سينقذ المحافظة من الظمأ نتيجة شح المياه وتلوثها الى جانب تغيرات المناخ المتسارعة.
وقال ميثم جار الله، المعاون الفني لمدير ماء البصرة، لـUTV إن “مشروع تحلية ماء البحر هو المنقذ الوحيد لمدينة البصرة، لهذا يجب أن تقوم الحكومة الاتحادية بالاتفاق مع الحكومة المحلية لإنشاء مثل هذا المشروع الذي ينتج مليونا و250 ألف متر مكعب لتغطية حاجة المدينة لغاية عام 2060، وإذا لم تعالج التراكيز الملحية تصبح البصرة مدينة منكوبة. البصرة أوقفت التغذية من مياه شط العرب واعتمدت قناة البدعة، لكن هذا لا يغطيها بالكامل”.
وفي قطاع الكهرباء، يقول أحد كبار المسؤولين في طاقة الجنوب، إن تشييد محطة الفاو الكبرى سيغني عن شراء الكهرباء من إيران ودول الخليج، وأكثر من ذلك سيغطي حاجة البصرة المتزايدة إلى الإمدادات المقدرة أن تبلغ في غضون عامين 8 آلاف ميغاواط، بينما تنتج حاليا 5 آلاف.
وقال زياد علي، مدير توزيع كهرباء الجنوب، لـUTV إن “لدينا عقود استيراد طاقة من الجانب الإيراني والكويتي بنحو 750 ميغاواط، وبالإمكان بإنشاء هكذا محطة الاستغناء عن شراء الطاقة، وبالتالي بدلا من ذهاب الأموال للشراء نبني بها محطات”.
وما تزال البصرة تعيش مفارقة مثيرة للاستغراب، فالمدينة النفطية المصدرة لملايين البراميل من البترول يوميا، تعاني تلوث المياه وملوحتها، فضلا عن تذبذب إمدادات الكهرباء.