تدور القوى السياسية في حلقة تشكيل الحكومة المفرغة من التفاهمات، بالتزامن مع عشية الذكرى السنوية الأولى لانتخابات تشرين المبكرة، لتكون بذلك أطول فترة في تاريخ النظام الجديد تتعطل فيها العملية السياسية.
ولم تفلح الوساطات في ثني الصدر حتى اللحظة، عن موقفه الرافض للمشاركة في حكومة التوافق وحوار الغرف المغلقة مع غريمه السياسي الإطار التنسيقي.
ورغم جرعة معنوية تلقاها الإطار بعد حديثه عن تشكيل ائتلاف إدارة الدولة، فإن آماله العريضة في المضي بحسم الحكومة ظلت مرهونة على مباركة الصدر ولو بصورة شكلية، مباركة يمكن أن تضمن للحكومة المقبلة أيام هدوء لا تعكر صفوها احتجاجات الشارع الساخط والمحتقن جراء بقاء التيار الصدري في ركن المقاطعة من المعادلة السياسية.
ولا تكمن الأزمة في صلابة موقف الحنانة فحسب، بل يضاف إليها غياب تفاهمات داخلية تلخصها تسريبات بعدم توقيع قياديين بارزين في الإطار على وثيقة الانضمام إلى ائتلاف الإدارة.
وفي ظل المعطيات الراهنة فإن مسافة تشكيل الحكومة تبدو أطول مع ملفاتها المعقدة، وخاصة أن الانقسام يتعدى الكابينة الوزارية إلى المربع الأول قبل تشكيلها، وهو تعامل قوى الإطار مع ملف رئاسة الجمهورية العالق بين الحزبين الكرديين الرئيسين، والمعرقل لخطوات التحرك نحو مربعات الكتلة الأكبر وتكليف مرشحها بتشكيل الكابينة الحكومية.