البصرة تحت أزيز الرصاص، في ليلة عصيبة أخرى عاشتها المدينة وأهلها على وقع اشتباكات عنيفة بين فصيلين مسلحين، حيث جرت مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والصواريخ قرب مجمع القصور الحكومي الذي يضم مقرات أمنية، ما تسبب بترويع السكان وإلحاق أضرار في منازل بعضهم.
ويقول باسم حسين، كاتب ومحلل، لـUTV إن “السبب الأساسي لما حصل هو السلاح المنفلت وضعف الأجهزة الأمنية واستخباراتها واسترخاص الدماء. بيتي قريب على المنطقة. أصوات الأسلحة النارية كانت واضحة وتثير الخوف”.
صمت حكومي وأمني يغض الطرف عما حصل، على الرغم من أن العهود والوعود بعدم السماح بزج البصرة في رحى المواجهات المسلحة ذات الخلفيات السياسية لم يمض عليها إلا أيام معدودات، وسط تساؤلات عن أسباب غياب مشاهد الانتشار الأمني الكثيف كما جرى عشية الاحتجاجات الشعبية.
ويقول جاسم الموسوي، محلل سياسي، لـUTV إن “جوهر هذه الازدواجية في المعايير هي الدولة العميقة، يعني أن ما يجري هو أن هناك دولة داخل دولة، ومن يحكم هي اللادولة، وهي تريد أن تحكم البلد وفق قانون الفوضى وليس بناء الدولة”.
ويسيطر هاجس القلق على الشارع، فالبصرة متخوفة من توسع رقعة الاشتباكات وازدياد تداعياتها بما يعطل الحياة ويشل الحركة في عاصمة العراق الاقتصادية.
وعلى خلفية الأحداث الأخيرة، وصل إلى البصرة رئيس أركان الجيش يرافقه عدد من كبار الضباط لبحث الملف الأمني في مدينة ينتشر فيها السلاح مهددا استقرارها الهش.