يوم استذكار انتفاضة تشرين في ساحة التحرير بدأ بتصدي القوات الأمنية بصعوبة للمئات ممن كانوا يحاولون التقدم نحو جسر الجمهورية.
ولم يدم الحال طويلا، حتى تمكن المحتجون من دفع العناصر المتصدية إلى الخلف، فانسحبت القوات خلف جدار أمني محصن، جرى نصبه قبل أيام فوق الجسر.
وتطور المشهد إلى تراشق بالحجارة من الجانبين، وقنابل الشغب الدخانية والصوتية من جانب واحد، لكن المحتجين وبخبرة تشرين 2019، صدوا كثيرا منها وألقوها في دجلة، على الرغم من الإصابات.
واستقر المحتجون على أعتاب الجسر وتحصنوا بدروع من الحديد المتهالك، وكذلك أخذت القوات الأمنية مواقعها وراء السواتر الإسمنتية، وبقي الفريقان يشتبكان قليلا ثم يعاودان الهدوء.
بذلك عاشت ساحة التحرير طوال اليوم كرا وفرا وهدوءا حذرا بين الطرفين، وفي الساعة الرابعة عصرا، بدأ الآلاف من المحتجين بالتوافد إلى الساحة واستمروا في الاحتجاج، وكانت أعينهم على المنطقة الخضراء المحصنة التي تفصل بينها وبينهم سواتر خرسانية.
حراك اليوم لم يكن، كما يقول المحتجون، مجرد مناسبة لإحياء ذكرى احتجاجهم، بل كانوا يريدون إيصال رسالة واحدة: سنعود ولو بعد حين.