في الأول من تشرين الأول عام 2019، فاجأ المحتجون ساسة العراق ومن ورائهم العالم بانتفاضة حملت مطلبا واحدا هو إسقاط النظام.
انتفاضة تحولت إلى اعتصام مفتوح في 10 مدن، رافقها قمع ووقوع أكثر من 800 شهيد ونحو 30 ألف جريح من المحتجين، لتنتهي بجائحة كورونا التي فرضت إغلاقا شاملا في العالم.
وانطلقت الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد بمشاركة الآلاف وسرعان ما استخدمت القوات الأمنية القوة لفضها.
وفي اليوم التالي، فرضت الحكومة حظرا على التجوال في بغداد، وأغلقت الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير، وفي اليوم الخامس انسحب المحتجون بعد استهدافهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بطريقة قاتلة، لتعود الاحتجاجات بزخم أكبر في الخامس والعشرين من تشرين الأول، حيث كانت الشرارة الرئيسة لاستمرار انتفاضة استهدفت إزاحة الطبقة السياسية.
وشارك في الاحتجاجات طلبة الجامعات والمدراس والموظفون، وأعلنت نقابة المعلمين الإضراب العام، ثم أغلق المعتصمون جميع الطرق في العاصمة، بعدما تحول قلبها إلى ساحات مواجهة.
شرارة الاحتجاجات انتقلت بزخمها الأكبر إلى مدن الوسط والجنوب، وكان لها نصيب من القمع، حيث عاشت ليالي دامية ومجازر في الشوارع وعلى الجسور، واتهم حينها طرف ثالث شبحي باستهداف المحتجين، الذي استمر حتى بعد مغادرة الساحات ليلاحق أبرز الناشطين والصحفيين في اغتيالات على أعتاب منازلهم وفي سياراتهم.
وبعد تصاعد حدة الاحتجاجات، وافق مجلس النواب على استقالة رئيس الحكومة آنذاك عادل عبد المهدي، وأصبحت حكومته حكومة تصريف أعمال.
في التاسع من نيسان عام 2020 تم تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، حيث وعد بتلبية مطالب المحتجين ومحاسبة قتلتهم ومعالجة جرحاهم، وفي الذكرى الثالثة من الاحتجاجات، لا تزال ذات المطالب مرفوعة، كالوعود التي لا تزال وعودا.