يجتمع ناشطو الحراك الاحتجاجي ليناقشوا ما لتشرين وما عليها مع قرب دخول ذكراها عامها الثالث، ويختارون مكان الاجتماع في الناصرية، عاصمة الاحتجاج، وفيها أكثر من دلالة وعليها أكثر من حديث.
لتشرين المشتركة في الانتخابات والعازفة عنها ساحة نقاش وسجال ومساحة إحباط وربما مسافة تشظ تدخل القائمين والمؤيدين في دائرة تساؤلات كبيرة عن مآلات الحراك، لتقول الفرضية: هل استطاعت قوى السلطة اختراق تشرين وشق صفها تارة بالمناصب وأخرى بالتمكين من ممارسة الأفعال التي أنكرتها تشرين على القوى السياسية بعد عام 2003؟
ويقول علي مهدي، ناشط في حراك تشرين، لـUTV إن “هناك تقاطعا كبيرا جدا وقع بين الحركات التي انبثقت من تشرين وبين الثوار. يبدو أن الأحزاب الحاكمة تمكنت من دق إسفين الفرقة”.
ومرة أخرى، هل استطاعت تشرين وحراكها وقواها المؤثرة صناعة بديل سياسي ناضج ومؤثر يطرح مشروعا سياسيا منقذا لدولة تتقاذفها الولاءات والتدخلات والمحاصصة والفساد؟ وعلى أي تل تقف صراعات الهاوية السياسية؟
ويقول فارس حرام، ناشط مدني، لـUTV إن “من الطبيعي جدا أن تتأثر الحركة الاحتجاجية بهذه الأزمة وأيضا تصبح أمام تحديات كبيرة ربما تنذر بتشظيها، ولكن أتمنى أن يسيطر العقل والدافع الوطني على كل خيارات هذه الحركة”.
وفي ظل حالة القطيعة التي يعيشها الجمهور العازف عن المشاركة السياسية، وهو أغلب جمهور تشرين، يرى متخصصون أن تتجه الأحزاب والحركات الناشئة إلى ترسيخ مقاطعتها لهذا النظام السياسي وتمثلاته لإعادة ثقة الجمهور بالحراك وديمومته.